رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار

الأمير الصنعاني ت. 1182 هجري
82

رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار

محقق

محمد ناصر الدين الألباني

الناشر

المكتب الإسلامي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هجري

مكان النشر

بيروت

مشيئته وهذا كما قال تعالى لنبيه ﴿ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك﴾ [الإسراء: ٨٦] ونظائره يخبر عباده أن الأمور كلها بمشيئته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) (٦٧) وأقول: إن كان تقيدا على حقيقة لزم بقاء الخوف في دار النعيم والله يقول: ﴿يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون﴾ [الزخرف: ٦٨] ويقول: ﴿ادخلوها بسلام آمنين﴾ [الحجر: ٤٦] والإجماع قائم على أن الجنة لا خوف فيها ثم يلزم أن يبقى لأهل النار طمع في الخروج منها وروح بذلك وليس لهم روح ولا فرج وإن أريد الإخبار بأنه لو شاء تعالى عدم خلود الفريقين لكان له في ذلك حكمة. وان المراد من الاستثناء الإعلام للعباد باتساع نطاق حكمه فهذا قد يقال: إنه وجه وجيه ثم ذكر ابن القيم وجها قاله لابن قتيبة كالوجه الذي نقله عن الفراء ولم ينقله لأنه هو وإنما اختلفت العبارة. ثم قال: (وقالت طائفة (ما) بمعنى (من) من قبل قوله تعالى: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء﴾ [النساء: ٣] المعنى إلا من شاء ربك أن يدخله النار بذنوبه من السعداء والفرق بين هذا القول وأول الأقوال أن الاستثناء على ذلك من المدة. وعلى هذا القول من الأعيان) (٦٨)

(٦٧) ج ٢ ص ١٥٧ منه (٦٨) الحادي (٢ / ١٥٧ - ١٥٨)

1 / 95