الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل - ط العصرية

أبو حامد الغزالي ت. 505 هجري
65

الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل - ط العصرية

تصانيف

ولو رؤي «1» نبات نضر على صلد، والشمس في الأسد، لقيل: انظر إلى صنع الإله. فيصرح بالسبب الحقيقي، لفوات السبب العادي.

وإذا وضح هذان الأصلان، نقول:

السبب القريب في حق عيسى عليه السلام، لما دل الدليل على عدم وقوعه؛ أضيف تكوينه إلى السبب البعيد، وهو الكلمة، لأن كل أحد مخلوق بكلمة الله القائل بها لكل مخلوق: «لكن» فإذا هو كائن. فلهذا السبب صرح في حقه بذلك، إشارة إلى انتفاء السبب القريب العادي، وأنه إنما كون الكلمة/ التي هي: «لكن»، من غير مني. يمكن إضافة التكوين إليه على ما شرح.

ثم أوضح ذلك بقوله: «ألقاها إلى مريم». يريد: أن الولد إنما يتكون من إلقاء المني إلى أمه. وهذا المولود لم يخلق إلا بإلقاء الكلمة إلى أمه، التي هي عبارة عن الأمر بالتكوين، فإذا الإلقاء مجازي.

صفحة ٩١