الآيات حتى جاءه الوحي وخفي عليه ﷺ أمر أهل الإفك حتى أنزل الله القرآن ببراءة أم المؤمنين ﵂ في حياته فكيف بعد موته وهذا يقول: وليس يخفى عليك في القلب داء يعني أنه يعلم ما في القلوب والله سبحانه يقول: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [التغابن: ٤] .
وقال النبي ﷺ: "إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار"١.
ثم كابر المعترض وصرح بقوله: إن النبي ﷺ يعلم الغيب حتى مفاتح الغيب الخمسة وزعم أن عامة العلماء قالوا ذلك، فانظر إلى هذه الجراءة العظيمة في الكذب على الله وعلى رسوله وعلى عامة العلماء بقوله: إن عامة العلماء قالوا إن الله لم يتوف نبيه ﷺ حتى علّمه ما كان وما يكون وعلّمه كل شيء حتى الخمس، وقد قال الله لنبيه ﷺ: ﴿قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ [الأنعام:٥٠] وقال: ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [لأعراف:١٨٨]
أي لو كنت أعلم الغيب لكانت حالي على خلاف ما هي عليه من استكثار الخير واجتناب السوء والمضار حتى لا يمسني شيء منها ولم أكن غالبًا مرة ومغلوبًا أخرى في الحروب.
_________
"١" صحيح: صحيحي البخاري "٢٦٨٠، ٦٩٦٧، ٧١٦٩"، ومسلم "١٧١٣" من حديث أم سلمة ﵂.
1 / 30