الطريق إليه كالطريق إلى الأولى إلاَّ أن الحكم صحيح، ثم (١) يتبعه بأن يقول في الباب عن فلان وفلان، ويعد جماعة، منهم الصحابي الذي أخرج ذلك الحكم من حديثه، وقلَّ ما يسلك هذه الطريق إلاَّ في أبوابٍ معدودة " (٢) .
وقالى الحازمي (٣) في شروط الأئمة: " مذهب من يُخرِّج الصحيح أن يعتَبر حال الراوي العدلِ في مشايخه، وفي من روى عنهم، وهم ثقات أيضًا، وحديثه عن بعضهم صحيح ثابتٌ يَلزم إخراجه، وعن بعضهم مدخول لا يصح (٤) إخراجه إلاَّ في الشواهد والمتابعات. قال: وهذا بابٌ فيه غموض، وطريق إيضاحه معرفة طبقات الرواة عن راوي الأصل، ومراتب مداركهم. فلنوضح ذلك بمثال: وهو أن تعلم (٥) أن أصحاب الزهري (٦) مثلًا على خمس طبقات، ولكل طبقة منها مزيةٌ على التي تليها.
فالأولى: في غاية الصحة، نحو: مالكٍ (٧)، وابنِ عيينة (٨)، وعُبيدِ الله
_________
(١) في الأصل: " لم "، والصواب ما أثبته كما في الشروط.
(٢) شروط الأئمة الستة للحافظ أبي الفضل ابن طاهر المقدسي ص (١٠) .
(٣) محمَّد بن موسى بن عثمان بن حازم، أبو بكر، زين الدين المعروف بالحازمي، باحث من رجال الحديث من الطبقة السابعة عشرة، أصله من همدان ووفاته ببغداد، من أشهر كتبه: " ما اتَّفق لفظه وافترق مسماه " و"الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار" ط، و"شروط الأئمة الخمسة"، (ت: ٥٨٤ هـ) . وفيات الأعيان، وأنباء أبناء الزمان (٤/٢٩٤) رقم (٦٢٥)، طبقات الحفاظ للسيوطي ص (٤٨٤) رقم (١٠٧١) .
(٤) في (ك): " لا يصلح ".
(٥) في (ش): " يعلم "، وكذا في ختم الترمذي ص (٦٤) .
(٦) (ع) محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي، الزهري، أبو بكر الفقيه، الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، وهو من رؤوس الطبقة الرابعة (ت: ١٢٥ هـ) وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. التقريب ص (٤٤٠) رقم (٦٢٩٦) .
(٧) (ع) مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي، أبو عبد الله المدني، الفقيه، إمام دار الهجرة، رأس المتقنين وكبير المثبتين، من الخامسة (ت: ١٧٩ هـ) . التقريب ص (٥٤٩) رقم (٦٤٢٥) .
(٨) (ع) سفيان بن عيينة بن أبي عمران: ميمون الهلالي، أبو محمَّد الكوفي، ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة، من الثامنة إلاَّ أنَّه تغيَّر حفظه بأخرة، وكان ربما دلس، لكن عن الثقات، (ت: ١٩٨ هـ) . التقريب ص (١٨٤) رقم (٢٤٥١) .
1 / 4