على رجل طائر"، قال شارحه: " قال الطيبي: التركيب من باب التشبيه التمثيلي، شبَّه الرؤيا بالطائر السريع طيرانه، وقد عُلِّق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة ... ".
وكحديث معاذ بن جبل برقم (٢٦١٦) في قوله ﷺ: " والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار " قال شارحه: قال الطيبي: فلما وضع الخطيئة موضع النَّار -على الاستعارة المكنية- أثبت لها - على سبيل الاستعارة التخييلية ما يلائم النار من الإطفاء ... ".
ْنلاحظ في المثالين الأخيرين كيف أنَّ الإمام السيوطي لم يُغفل ملحة البلاغة في فصاحة خير من نطق لغة الضاد، دون أن يُسرف في استخلاصها من كل النصوص، بل لو قلت: إنه شحَّ علينا في هذا الباب، لما أبعدت، وربما عذره في ذلك، أنه اتَّخذ منهجًا سلكه من كان قبله من فضلاء الفقهاء المجتهدين عند شرح نصوص الشريعة المطهَّرة؛ والمنهج بإيجاز هو أنَّه صبَّ أكثر الجهد فيما فيه حكم فقهي أو نقد حديثي أو حكمة تشريعة، أو ملحة أدبية أخرى، إذ هذه المسائل أهم ما يصرف فيه العمر، ولا شكَّ أنَّها أُفرغت في أبلغ بيان وأصدق لسان صلى الله على من جمَّله بهما، مما تجدر الإشارة إلى شيء من ذلك دون تطويل، وعلى الله قصد السبيل.
المطلب الثالث: منهجه في العقيدة:
لا يكاد يخفى أنَّ الإمام السيوطي ينحو في تصوره العقدي منحى الأشاعرة المؤولة، كما في حديث أبي هريرة برقم (٣٥٠٧)، الذي لم ْيخرج الترمذي غيره في ذكر الأسماء.
قال الشارح عند قوله ﷺ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣٠)﴾: "اسمان بُنِيَا للمبالغة من الرحمة، وهي في اللغة: رقة قلب وانعطاف يقتضى التفضل والإحسان على من رقَّ له، وأسماء الله تعالى وصفاته إنما تؤخذ باعتبار
المقدمة / 62