* وقوله تعالى : (أو يحدث لهم ذكرا) (طه:113) ، والذكر كما هو معلوم هو القرآن وهو احد أسمائه بدليل قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ).
وعليه فإن الآيات السابقة كماهو ظاهر لكل أحد تنص بشكل صريح وواضح لا لبس فيه ولا غموض ، على حدوث القرآن وأن الله أحدثه ، وتصفه بأنه محدث ، أي لم يكن ثم كان ، وليس قديما أزليا، ومعلوم أن كل محدث هو مخلوق والله خلقه ، وعليه فإن القول بأن القرآن قديم وغير مخلوق يعتبر معارضة صريحة لما تضمنته تلك النصوص القرآنية القطعية الدلالة.
وقد يتساءل القارئ هنا : عن موقف القائلين بقدم القرآن وأنه غير مخلوق ، وكيف جوزوا لأنفسهم إنكار حدوث القرآن ، مخالفين بذلك ما نصت عليه تلك الآيات صراحة؟ وما حجتهم في ذلك؟
والحقيقة أنهم لم يقدموا أي حجة أو رد ، وكان قدماؤهم يتهربون من الإجابة على من احتج عليهم بتلك الآيات مكتفين فقط بالتأكيد على أن القرآن غير مخلوق ، ومن ذلك - ما نقله صاحب كتاب معراج القبول محتجا بأقوال سلفه في كفر من قال بخلق القرآن -!! أن وكيعا سمع رجلا اسمه مثنى يقول القرآن مخلوق ، ( فقال وكيع : هذا كفر ، وقال: من قال أن القرآن مخلوق هذا كفر ، فقال مثنى : يا أبا سفيان ، قال الله : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) فأيش هذا ؟ فقال وكيع : من قال القرآن مخلوق هذا كفر ..) (1) .
صفحة ٦١