مع أن الرد عليه من قبل أناس عاديين لا يحتاج إلى أكثر من القول : بأن معنى خلق القرآن أن سوره وآياته وألفاظه وكلماته وحروفه مخلوقه محدثة ، فقوله تعالى : ( قل هو الله أحد ) أو ( بسم الله الرحمن الرحيم ) هو المخلوق ، والآية هي المخلوقة ، والكلمات التي تضمنت لفظ الجلالة " الله " أو أي اسم من أسمائه تعالى هي المخلوقة وحروفها مخلوقه وليس الله أو الرحمن أو الرحيم الذي هو الله ، وهناك فرق واضح يدركه أدنى من له مسكة من عقل وفهم ، ومن ذا الذي سيفهم من قولنا : كلام الله مخلوق محدث ، أن الله مخلوق ومحدث !!؟
والعجيب أنهم لا يدركون بأن مثل هذا التهريج مردود عليهم ومن السهولة إلزامهم بما أرادوا إلزام خصومهم به وبنفس المنطق بل وبما هو أعظم شناعة وهو أن يقال لهم بأنه على هذا فإن قولكم القرآن قديم وغير مخلوق يلزم منه أن : " إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وعندهم من أسماء المخلوقين الواردة في القرآن قدماء وليسوا مخلوقين وبالتالي آلهة مع الله !! .
3- أما الثلاثة فتستند إلى ما قرروه وابتدعوه من ذوات أنفسهم انطلاقا من عقلية التشبيه والتجسيم ، وهو أن القرآن وكلامه تعالى خرج منه !! ويوردون في ذلك حديثا لا يمكن قبوله في أي حال من الأحوال ناهيك عن كونه من المراسيل ، وهو ما رواه الحاكم وأبو داوود في المراسيل عن أبى ذر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ) إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه ( .
ويعقب صاحب كتاب معارج القبول على ذلك - بعد إيراده الحديث - بقوله : يعني القرآن !!! (6) ثم يأتي بعد ذلك الإحتجاج نقلا عن أسلافهم بالقول : ( فكيف يكون شيء خرج من الرب عز وجل مخلوقا ) !!!؟ (7) .
صفحة ٥٨