قال: وحدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد أن أنس بن مالك حدّث بحديث عن رسول الله ﷺ فقال له رجل: سمعت هذا من رسول الله ﷺ؟، فغضب غضبًا شديدًا وقال: ليس كل ما نحدثكم عن رسول الله ﷺ سمعناه ولكن كان يحدث بعضنا بعضًا ولا يتهم بعضنا بعضًا (١).
قال: وحدثنا يحيى بن معين قال: قال لى عبد الرزاق (٢). بمكة قبل أن أقدم عليه اليمن: يا فتى ما تريد إلى هذه الأحاديث سمعنا وعرضنا وكلٌ سماع.
_________
= فالصحابة عدول لا خلاف فى ذلك، ولا تعد هذه القولة منقصة من قدرهم، ولا مكان لها فى هذا الباب، فلا أدرى ما قصد المصنف، رحمه الله تعالى، من هذه المقولة هنا. فالله أعلم.
قلت: هذا الحديث والذى بعده أوردهما الهيثمى فى مجمع الزوائد (١/ ١٥٣، ١٥٤)، تحت عنوان "باب لا تضر الجهالة بالصحابة لأنهم عدول" ونسب هذا الحديث وهو قول البراء للإمام أحمد، وقال. عن رجاله: رجال الصحيح.
وقال فيه: كانت تشغلنا عنه رعية الإبل.
قلت: وجاء الحديث عند الإمام أحمد فى المسند (٤/ ٢٨٣).
حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن البراء قال: ما كل الحديث سمعناه من رسول الله ﷺ كان يحدثنا أصحابنا عنه كانت تشغلنا عنه رعية الإبل".
(١) هذا القول لا أدرى ما قصد المصنف فى جعله هنا فى هذا الباب.
قلت: هذا القول والسابق عليه من قول سيدنا البراء رضى الله عنه، وعن جميع الصحابة أجمعين ولا يليق به أن يجعل تحت هذا العنوان.
فهذا الباب أورد فيه المصنف بعض ما نسب إلى الضعفاء والكذابين من الدخلاء على رجال الحديث فهذا القول لا يفيد هنا، والله أعلم.
قلت: وجاء هذا القول منسوبًا إلى أنس بن مالك فى مجمع الزوائد للهيثمى (١/ ١٥٣): تحت عنوان "باب لا تضر الجهالة بالصحابة لأنهم عدول".
وقال: عن حميد قال: كنا مع أنس بن مالك فقال: والله ما كل ما نحدثكم عن رسول الله ﷺ سمعناه منه ولكن لم يكذب بعضنا بعضًا.
وقال، أى الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(٢) قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب (٦/ ٢٧٨): عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميرى مولاهم أبو بكر الصنعانى.
قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٩/ ٥٦٣، ٥٦٤): عبد الرزاق بن همام بن نافع الحافظ الكبير عالم اليمن أبو بكر الحميرى. مولاهم الصنعانى الثقة الشيعى.
قلت: أورد هذا القول الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٩/ ٥٦٨)، وقال ابن أبى خيثمة: حدثنًا ابن معين قال لى عبد الرزاق. ممكة قبل أن أقدم عليه باليمين .... وقال لى إن هذه الكتب كتبها لى الوراقون سمعناها مع أبى.
قلت: وجاء فى هامش السير أن هذا القول من تاريخ ابن معين (٣٦٣).
1 / 40