وكان لعبد الله بن جعفر الطيار جوار يتغنين، وغلاكم يقال له " بديع " يتغنى، فعابه بذلك الحكم بن مروان، فقال: وما علي أن آخذ الجيد من أشعار العرب وألقيه إلى الجواري فيترنمن به ويشذرنه بحلوقهن ونغمهن!.
وسمع يزيد بن معاوية الغناء.
واتخذ يزيد بن عبد الملك حبابة وسلامة، وأدخل الرجال عليهن للسماع، فقال الشاعر في حبابة:
إذا ما حن مزهرها إليها
وحنت دونه أذن الكرام
وأصغوا نحوه الآذان حتى
كأنهم وما ناموا نيام
وقال في سلامة:
ألم ترها، والله يكفيك شرها،
إذا طربت في صوتها كيف تصنع
ترد نظام القول حتى ترده
إلى صلصل من حلقها يترجع
وكان يسمع فإذا طرب شق برده ثم يقول: أطير! فتقول حبابة: لا تطير؛ فإن بنا إليك حاجة.
صفحة ١٥٩