القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد
محقق
عبد الرحمن عبد الخالق
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٩٦
مكان النشر
الكويت
مَا تصك بِهِ وُجُوه أهل الرَّأْي وترغم بِهِ آنافهم وتدحض بِهِ حججهم فقد أخبرنَا الله فِي مُحكم كِتَابه أَنه أكمل دينه وَلم يمت رَسُول الله ﷺ إِلَّا بعد أَن أخبرنَا بِهَذَا الْخَبَر عَن الله ﷿ فَمن جَاءَنَا بالشَّيْء من عِنْد نَفسه وَزعم أَنه من ديننَا قُلْنَا لَهُ الله أصدق مِنْك فَاذْهَبْ فَلَا حَاجَة لنا فِي رَأْيك
وليت المقلدة فَهموا هَذِه الْآيَة حق الْفَهم حَتَّى يستريحوا ويتركوا وَمَعَ هَذَا فقد أخبرنَا فِي كِتَابه أَنه أحَاط بِكُل شَيْء علما فَقَالَ ﴿مَا فرطنا فِي الْكتاب من شَيْء﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿ونزلنا عَلَيْك الْكتاب تبيانا لكل شَيْء وَهدى وَرَحْمَة﴾ ثمَّ أَمر عباده بالحكم بكتابه فَقَالَ ﴿وَأَن احكم بَينهم بِمَا أنزل الله وَلَا تتبع أهواءهم﴾ وَقَالَ ﴿إِنَّا أنزلنَا إِلَيْك الْكتاب بِالْحَقِّ لتَحكم بَين النَّاس بِمَا أَرَاك الله وَلَا تكن للخائنين خصيما﴾ وَقَالَ ﴿إِن الحكم إِلَّا لله يقص الْحق وَهُوَ خير الفاصلين﴾ وَقَالَ ﴿وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الْكَافِرُونَ﴾ ﴿وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الظَّالِمُونَ﴾ ﴿وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الْفَاسِقُونَ﴾ وَأمر عباده أَيْضا فِي مُحكم كِتَابه بِاتِّبَاع مَا جَاءَ بِهِ رَسُول الله ﷺ فَقَالَ سُبْحَانَهُ ﴿وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا وَاتَّقوا الله إِن الله شَدِيد الْعقَاب﴾ قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله ﴿وَقَالَ﴾ وَأَطيعُوا الله وَالرَّسُول لَعَلَّكُمْ ترحمون ﴿وَقَالَ﴾ أطِيعُوا الله وَالرَّسُول فَإِن توَلّوا فَإِن
1 / 83