وقال الشافعي: لا يفسد ولا يكره(7) .
لهما: ما روي أن ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها: يؤم بها في رمضان وكان يقرأ من المصحف(1).
ولأن القراءة عبادة انضمت إلى عبادة، وهي النظر(2)في المصحف، فلا وجه للفساد، وإنما يكره هذا الفعل للشبه بأهل الكتاب، فإنهم يفعلون كذلك.
والشافعي يقول : لا يكره ؛ لأنه لو كره هذا الصنع؛ بسبب كونه
صنع أهل الكتاب يوجب أن تكره(3)القراءة على ظهر القلب؛ لأن منهم من يقرأ هكذا، ويجب أن يكره الأكل والشرب وجميع الأفعال المشتركة بيننا وبينهم، ولم يقل به أحد.
والجواب من قبلهما عنه: أنا لا نقول بكراهة التشبه بهم مطلقا، بل التشبه فيما لنا منه بد، كما يكره للإنسان أن يصلي سادلا ثوبه؛ لأنه صنع أهل الكتاب، ولنا منه بد.
وللمشايخ في ذكر وجه قول أبي حنيفة قولان:
أحدهما: أنه يلزم من القراءة عن المصحف حمله وتقليب أوراقه، وهو عمل كثير، فتفسد(4)به الصلاة.
صفحة ٩