88

قواعد العقائد

محقق

موسى محمد علي

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٥هـ - ١٩٨٥م

مكان النشر

لبنان

وبالنار واشتمالها على جسم محسوس محرق يحرق الْجُلُود ويذيب الشحوم وَمن ترقيهم إِلَى هَذَا الْحَد زَاد الفلاسفة فأولوا كل مَا ورد فِي الْآخِرَة وردوه إِلَى الام عقلية وروحانية ولذات عقلية وأنكروا حشر الأجساد وَقَالُوا بِبَقَاء النُّفُوس وَأَنَّهَا تكون إِمَّا معذبة وَإِمَّا منعمة بِعَذَاب ونعيم لَا يدْرك بالحس وَهَؤُلَاء هم المسرفون وحد الإقتصاد بَين هَذَا الإنحلال كُله وَبَين جمود الْحَنَابِلَة دَقِيق غامض لَا يطلع عَلَيْهِ إِلَّا الموفقون الَّذين يدركون الْأُمُور بِنور إلهي لَا بِالسَّمَاعِ ثمَّ إِذا إنكشفت لَهُم أسرار الْأُمُور على مَا هِيَ عَلَيْهِ نظرُوا إِلَى السّمع والألفاظ الْوَارِدَة فَمَا وَافق مَا شاهدوه بِنور الْيَقِين قررو وَمَا خَالف أولوه فَأَما من يَأْخُذ معرفَة هَذِه الْأُمُور من السّمع الْمُجَرّد فَلَا يسْتَقرّ لَهُ فِيهَا قدم وَلَا يتَعَيَّن لَهُ موقف والأليق بالمقتصر على السّمع الْمُجَرّد مقَام أَحْمد بن حَنْبَل ﵀

1 / 138