9 - قال: وفيما أجاز لي أبو محمد عبد الله بن حامد. قال: وأخبرني عنه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الغازي قال: أخبرني إبراهيم بن محمد بن عبد الله (قال): حدثنا أبو بكر #66# أحمد بن محمد الأهوازي (قال): حدثنا محمد بن سعيد عن أبي سعيد الجعفي قال: سمعت منصورا يقول: كنت بالكوفة فخرجت في بعض الليالي، وأنا أظن أني قد أصبحت؛ فإذا علي ليل، فملت إلى بعض الأبواب أنتظر الصبح، فسمعت من وراء الباب كلام رجل يناجي ربه عز ويقول في مناجاته: وعزتك، وجلالك ما أدرت بمعصيتي مخالفتك وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بنكالك جاهل. ولا لعقوبتك متعرض، ولا لنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي، وبحبل من أعتصم إذا قطع حبلك عني فيا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك؛ إذا قيل للمخفين: جوزوا، وللمثقلين حطوا، فمع المخفين أجوز؟ أو مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما كبرت سني كثرت ذنوبي، ويلي كلما طال عمري #67# كثرت معاصي؛ فكم أتوب وكم أعود؟ أما آن لي أن أستحي من ربي.
قال منصور: فدنوت من الباب، ثم قلت: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهلكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} فسمعت للرجل اضطرابا شديدا، وظننت أنه لما به، فمضيت في حاجتي، ثم عدت عند ارتفاع النهار؛ فإذا بجنازة على الباب، وإذا عجوز تدخل وتخرج. فقلت: يا عجوز لمن هذه الجنازة؟ فقالت: إليك عني. فقلت: عزمت عليك، فإني رجل غريب. قالت: لولا أنك رجل غريب ما أخبرتك؛ هذا ولدي مر بنا في ليلتنا هذه رجل تلا آية فيها ذكر النار، فما زال ابني يضطرب حتى مات. فقلت : هكذا يكون الحذر من الله عز وجل.
صفحة ٦٥