فكل ما في الكتاب والسنة من الأدلة الدالة على قربه ومعيته، لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته، فإنه سبحانه علي في دنوه، وقريب في علوه. والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة جدًا، وذكرنا بعضها في " الانتقاد الرجيح " (١) وفي الصحاح والسنن جميعًا، وقد أشار النبي ﷺ في أعظم مجامعه في حجة الوداع، وفي آخر عمره إلى السماء، يقول بإصبعه -: «اللهم اشهد» (٢) وفي الصحيحين قصة المعراج وهي متواترة (٣) وفيه أعظم دلالة على علوه تعالى فوق سبع سماوات. وسؤال السائل كيف استوى وكيف نزل بدعة قال ابن قتيبة (٤) " ما زالت الأعم عربهم وعجمهم، في جاهليتها وإسلامها، معترفة بأن الله في السماء " (٥) وقد جمع طائفة من العلماء في هذا الباب مصنفات منها: كتاب " العلو " (٦) للذهبي (٧) وكتاب " النزول " (٨) لشيخ الإسلام ابن تيمية (٩) .
_________
(١) " الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح " طبع في لكهنو بالهند.
(٢) رواه مسلم (٨ / ١٨٤ من شرح النووي) من حديث جابر الطويل.
(٣) انظر التعليق الآتي رقم (٣) بحاشية ص ١١٧.
(٤) هو الإمام عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري الشهير مات (سنة ٢٧٦ هـ) وهو صدوق كما في " ميزان الاعتدال " (٢ / ٥٠٣) .
(٥) انظر " مختصر العلو " (ص ١٦) .
(٦) وهو مطبوع، ونشرته المكتبة السلفية بالمدينة المنورة وغيرها ١٣٨٨ هـ / ١٩٦٨ م ط ٢.
(٧) هو الإمام المؤرخ الشهير شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي مات سنة (٧٤٨ هـ) .
(٨) كتاب " شرح حديث النزول " مطبوع متداول.
(٩) وهو (وارث علم الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين) - كما وصفه العلامة محب الدين الخطيب ﵀ في مقدمة " التوسل والوسيلة (ص ٣) " - الإمام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام شيخ الإسلام ابن تيمية مات (سنة ٧٢٨ هـ) .
1 / 57