والإمام أحمد (١) وإسحاق بن راهويه (٢) وهو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم، كالفضيل (٣) بن عياض وأبي سليمان الداراني (٤) وسهل (٥) بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع في أصول الدين، وكذلك أبو حنيفة (٦) ﵁، فإن الاعتقاد الثابت عنه، موافق لا اعتقاد هؤلاء، وهو الذي نطق به الكتاب والسنة، قال الإمام أحمد (٧) " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ ولا نتجاوز القرآن والحديث " وهكذا مذهب سائرهم، فنتبع في ذلك سبيل السلف الماضين، الذين هم أعلم الأئمة بهذا الشأن، نفيًا وإثباتًا، وهم أشد تعظيما لله وتنزيهًا له عما لا يليق بحاله، فإن المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات، فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، ولا يقال: هي ألفاظ لا تعقل معانيها، ولا يعرف المراد منها، فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني بل هي آيات بينات، دالة على أشرف المعاني وأجلها، قائمة حقائقها في صدور الذين أوتوا العلم.
_________
(١) وهو ابن حنبل المروزي ثقة حافظ فقيه حجة مات (سنة ٢٤١ هـ) . تقريب.
(٢) ثقة حافظ مجتهد قرين أحمد بن حنبل ذكر أبو داود أنه تغير قبل موته بقليل مات سنة (٢٣٨ هـ) . تقريب.
(٣) ثقة عابد إمام زاهد مشهور مات (سنة ١٨٧ هـ) . تقريب.
(٤) واسمه عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي زاهد مشهور مات (سنة ٢١٥ هـ) . انظر تاريخ بغداد، (١٠ / ٢٤٩) و" الحلية " (٩ / ٢٥٤) .
(٥) مات سنة (٢٨٣ هـ) انظر " الحلية " (١٠ / ١٨٩) و" الوفيات " (١ / ١٨) وانظر " مختصر العلو " (ص ٢٢٠) لترى عقيدته السلفية.
(٦) وهو النعمان بن ثابت الفقيه المشهور الإمام مات (سنة ١٥٠ هـ) على الصحيح. تقريب.
(٧) انظر التعليق رقم (١) .
1 / 53