414

قانون التأويل

محقق

محمد السليماني

الناشر

دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦ هجري

مكان النشر

جدة وبيروت

الأمير أعلم من صاحبه، فلمحوني شزرًا، وَعَظُمْتُ في عيونهم بعد أن كنت نزرًا، وتقدم إلى الأمير من نقل إليه الكلام، فاستدناني، فدنوت منه، فسألني: هل لي بما هم فيه بصر؟.
فقلت: لي فيه بعض نظر سيبدو لك ويظهر: حرك تيك القطعة، ففعل، وعارضه صاحبه، فأمرته أن يحرك أخرى، وما زالت الحركات بينهم كذلك تترى حتى هزمه الأمير، وانقطع التدبير، فقالوا: ما أنت بصغير، وكان في أثناء تلك الحركات قد تَرَنَّمَ ابن عم الأمير منشدًا:
وَأحْلَى الهَوَى مَا شَكَّ في الوَصْلِ رَبُّهُ ... وَفِي الهَجْرِ فَهْوَ الدهْرُ يَرْجُو وَيَتقِي (١)
فقال: لعن الله أبا الطيب، أو يشك الرب؟.
فقلت له في الحال: ليس كما ظن صاحبك أيها الأمير، إنما أرَادَ بالرب ها هنا الصاحب، تقول: ألذُّ الهوى ما كان العاشق فيه من الوصال وبلوغ الآمال على رَيْب، فهو في وقته كله، بين رجاء لما يؤَمِّلُه، وتقاة لما يقطع به، كما قال:

(١) هذا البيتْ للمُتَنبي من قصيدة قالها في مدح سيف الدولة الحمداني. ديوان المتنبي: ٣/ ٤٩ (ط: بشرح عبد الرحمن البرقوتي) وانظر شرح هذا البيت في شرح الواحدي: ٤٩٨ (ط: برلين ١٨٦١).

1 / 430