كتاب القناعة والتعفف
محقق
مصطفى عبد القادر عطا
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
مَا سَرَّنِي أَنَّنِي خَوَّلْتُ ذَاكَ ... وَلا أَنْ أَقُولَ لِبَاغِي حَاجَةٍ نَعَمَا
فَاقَتِي مِنَ الْعَيْشِ مَا لَمْ تُحَوِّجْنِي ... مَعَهُ أَنْ تَفْتَحِي لِسُؤَالِ الأَغْنِيَاءِ فَمَا
وَاسْتَشْعِرِي الصَّبْرَ عَلَّ اللَّهَ خَالِقَنَا ... يَوْمًا سَيُفْرِجُ عَنَّا الْبُؤْسَ وَالْعَدَمَا
لا تُحْوِجِينِي إِلَى مَا لَوْ بَذَلْتُ لَهُ ... نَفْسِي لأَعْقَبَكِ التَّهْمَامَ وَالنَّدَمَا
فَكَيْفَ صَبْرُكِ لَوْ أَبْصَرْتِنِي مَزِقًا ... قَدْ أَلْجَمَتْنِي الْمَنَايَا السَّبْعُ وَالرَّحِمَا
فَحَيْثُ لا حَافِزُ الْغَنِي وَلا كَفَنَا ... أَجَلْ وَلا غَاسِلا أَلْفَى وَلا رَحِمَا
فَحَسْرَةُ الْمَرْءِ أَحْرَى مِنْ مَعَاشِكِ مِنْ ... أَمْرٍ يَجُرُّ عَلَيْكِ الْهَمَّ وَالأَلَمَا
- وَكَانَ أَبُو يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ يُنْشِدُ:
يَلُومُنِي النَّاسُ فِي قُعُودِي ... وَفِي كَمَالِي عَنِ الْمَعَالِي
وَمَا عَلَى النَّاسِ أَنْ يَرَوْنِي ... عَدِيمَ دَيْنٍ مُفِيدَ مَالِ
أَنَالُ مِنْهُ قُرَابَ بَطْنِي ... وَسَائِرَ الْكَسْبِ لِلنَّوَالِ
أَكْسِبُ الْمَالَ لِلنَّوَالِ ... وَلِلأَعَادِي مِنَ الْعِيَالِ
فَهُمْ يَخُوضُونَ فِيهِ خَوْضًا ... وَغَيْرُهُمْ بِالْحِسَابِ.....
وَأَنَّ خَيْرًا مِنَ الْمَعَالِي ... لَدَيَّ قُوتًا مِنَ الْحَلالِ
أَلْتَمِسُ الرِّزْقَ مِنْ حَلالٍ ... وَمِنْ حِيلَةٍ أَوْ بِلا احْتِيَالِ
فَرُبَّ رِزْقٍ أَتَاكَ عَفْوًا ... مِنْ غَيْرِ حِلٍّ وَلا ارْتِحَالِ
مَنْ نَالَ دُنْيَا بِبَذْلِ دِينٍ ... نَالَ وَبَالا عَلَى وَبَالِ
يَزَالُ مَا عَاشَ فِي اشْتِغَالٍ ... ثُمَّ يَهْوَى إِلَى.....
سَتَحْمِلُ اثْمَ ذَلِيلٍ وَهُوَ ... مِنَ الْحِرْصِ لا يُبَالِي
الْمَالُ مِنْ حِلِّهِ جَمِيلٌ ... وَالدِّينُ مِنْ أَجْمَلِ الْجَمَالِ
فَإِنْ رُزِقْنَاهُمَا جَمِيعًا ... فَتِلْكَ عَادَاتُ ذِي الْجَلالِ.
- غَيْرُهُ:
مَضَى مِنِّي الأَشَدُّ، وَثَابَ حِلْمِي ... وَأَدَّبَنِي مُمَارَسَةُ الرِّجَالِ
أَنَا الرَّجُلُ الْخَبِيرُ بِأَهْلِ دَهْرِي ... فَلا تُخْلِقْ أَدِيمَكَ بِالسُّؤَالِ
وَمِنْ عَجَبٍ زَمَانِي عَنْ صَدِيقِي ... وَعَنْ ثِقَتِي يُضَعْضِعُ بَعْضَ حَالِي
أَهَمَّهُ الْغِنَى عَنْهُ وَإِنِّي ... لَمِنْ عُدْمٍ عَلَى مِثْلِ الْمَقَالِي
تَخَيَّرْ عِفَّةً مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ ... وَسَلْوَةً تُكْثِرُ لِلنَّاسِ قَالِي
1 / 73