كتاب القناعة والتعفف
محقق
مصطفى عبد القادر عطا
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
مناطق
•العراق
الامبراطوريات
الخلفاء في العراق
مَنْ كَانَتَا فِيهِ كَتَبَهُ اللَّهُ شَاكِرًا صَابِرًا، وَمَنْ لَمْ تَكُونَا فِيهِ لَمْ يُكْتَبْ لا شَاكِرًا وَلا صَابِرًا، مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ، فَاقْتَدَى بِهِ، وَنَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي دُنْيَاهُ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا فَضَّلَهُ عَلَيْهِ، كُتِبَ شَاكِرًا صَابِرًا، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي دِينِهِ فَاقْتَدَى بِهِ، وَنَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دُنْيَاهُ فَأَسِفَ عَلَى مَا فَضَّلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، لَمْ يُكْتَبْ شَاكِرًا وَلا صَابِرًا»
مِنْ مَوَاعِظِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
- وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ﵁: مَنْ وَعَظَ أَخَاهُ بِنَصِيحَةٍ لَهُ فِي دِينِهِ، وَنَظَرَ لَهُ فِي صَلاحِ دُنْيَاهُ، فَقَدْ أَحْسَنَ صِلَتَهُ، وَأَدَّى وَاجِبَ حَقِّهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّهَا نَصِيحَةٌ لَكُمْ فِي دِينِكُمْ فَاقْبَلُوهَا، وَمَوْعِظَةٌ مُنْجِيَةٌ مِنَ الْعَوَاقِبِ فَالْزَمُوهَا، فَالرِّزْقُ مَقْسُومٌ، وَلَنْ يَعْدُوَ الْمَرْءُ مَا قُسِمَ لَهُ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ فِي الْقُنُوعِ سَعَةً وَبُلْغَةً، وَكَفًّا عَنْ كَلَفَةٍ، لا يَحِلُّ الْمَوْتُ فِي أَعْنَاقِكُمْ، وَجِهَتُهُ أَيَّامُكُمْ، وَمَا تَرَوْنَ ذَاهِبٌ، وَمَا مَضَى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، أَمَا رَأَيْتُمْ حَالاتِ الْمُنِيبِ وَهُوَ يُشْرِفُ وَيَعُدُّ فَرَاغَهُ، وَقَدْ ذَاقَ الْمَوْتَ وَعَائِلَهم تَعْجِيلِ إِخْرَاجِ أَهْلِهِ إِيَّاهُ مِنْ دَارِهِ إِلَى قَبْرِهِ، وَسُرْعَةِ انْصِرَافِهِمْ إِلَى مَسْكَنِهِ، وَجْهُهُ مَفْقُودٌ، وَذِكْرُهُ مَنْسِيٌّ، وَبَابُهُ عَنْ قَلِيلٍ مَهْجُورٌ، كَأَنْ لَمْ يُخَالِطْ إِخْوَانَ الْحُفَّاظِ، وَلَمْ يُعَمِّرِ الدِّيَارَ، فَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَخْفَى فِيهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ فِي الْمَوَازِينِ
مِنْ مُعْجِزَاتِ دَانِيَالَ ﵇
- وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: أَحْضَرَ بُخْتُنَصَّرُ أَسَدَيْنِ فَأَلْقَاهُمَا فِي
1 / 64