قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان، المشهور ب «عقود الجمان في شعراء هذا الزمان»
محقق
كامل سلمان الجبوري
الناشر
دار الكتب العلمية بيروت
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٥ م
مكان النشر
لبنان
تصانيف
الملك الرحيم بدر الدين من المرض الذي لحقه، وركوبه للناس؛ فعملت هذه القصيدة بسنجار، وقصدته إلى الموصل فاستحسنها، وأسنى لي الجائزة، وأوّلها:
[من البسيط]
وافى البشير بما كنَّا نحاوله ... ونال أقصى المنى من بات يأمله
وأسفر البدر في لألاء غرَّته ... فأشرقت بمحيَّاه منازله
تكاملت في بروج العزِّ أسعده ... وتمَّ في أعين النُّظَّار كامله
وغير نكر ذا ما البدر عاوده ... تمامه وزها بالسَّعد آفله
بدا فأخمد نار الشِّرك مطلعه ... من بعد ما عمَّت الدُّنيا زلازله
ولاح كالرُّمح أهداه مثقَّفه ... أو صفحة السَّيف هزَّته صياقله
فريح جيش الرَّدى من بعد ما شرعت ... إلى وجوه معاليه عوامله
وفاه كلُّ لسان كان ذا خرس ... في مجده بالَّذي قامت دلائله
/١٩٦ ب/ من بعد ما كتم الأخبار ناقلها ... وجمجم القول في علياه قائله
فليسخ بالمال للقصاد مانحه ... وليوف بالنَّذر للرَّحمان باذله
وليهن ذا الدِّين والدُّنيا وساكنها ... نصر من الله قد لاحت مخايله
إذ صح للملك كافيه وكافله ... وقام بالعبء حاميه وحامله
ملك الملوك الَّذي لولاه ما اتَّضحت ... سبل السَّماح ولم تسلك مجاهله
أبو الفضائل والملك الذي سمقت ... به على الفلك الأعلى فضائله
ملك سمت بالنَّدى والبأس همَّته ... فليس في الأرض من خلق يماثله
حامي المماليك خوَّاض المهالك مغور المعارك لا تلوي عواسله
لولاه ما طابت الدُّنيا ولا حسدت ... أواخر الدَّهر لولاه أوائله
له من المدح حاليه وعاطره ... وللمعادين خاليه وعاطله
أنرقب الغيث في أرض أنأمله ... من بعد ما هطلت فينا أنامله
يا راكب القفر خوف الفقر منتجعًا ... يطوي السَّباسب كالبازيِّ بازله
عرج على ساحة الحدباء تلق بشها ... غيث السماح الذي يغنيك وابله
وثق بنيل المنى إن زرت ساحتها ... فثم داني النَّدى ما خاب سائله
حتَّى إذا عدت في الرَّكب الَّذي رحلت ... قيلة الخطو من ..... رواحله
1 / 306