قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

ابن تيمية ت. 728 هجري
56

قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

محقق

ربيع بن هادي عمير المدخلي

الناشر

مكتبة الفرقان

رقم الإصدار

الأولى (لمكتبة الفرقان) ١٤٢٢هـ

سنة النشر

٢٠٠١هـ

مكان النشر

عجمان

وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئًا" وفي لفظ قال:"ومن لقي الله لا يشرك به شيئًا فهو في شفاعتي". ٣٨ - وهذا الأصل وهو التوحيد هو أصل الدين الذي لا يقبل الله من الأولين والآخرين دينًا غيره، وبه أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، كما قال تعالى: (٤٣: ٤٥): ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ وقال تعالى (٢١: ٢٥): ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ وقال تعالى (١٦: ٣٦): ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ﴾ . وقد ذكر الله ﷿ عن كل من الرسل أنه افتتح دعوته بأن قال لقومه (١١: ٥٠ و٦١): ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ . ٣٩ - وفي المسند (١) عن ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال: "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن

= علي بن النعمان بن قراد عن رجل عن ابن عمر ﵄ وهو إسناد ضعيف لجهالة الرجل المذكور في الإسناد، وكذلك علي بن النعمان بن قراد لم أقف له على ترجمة. (١) (٢/٥٠) . والبخاري، ٥٦ - كتاب الجهاد، ٨٨ - باب ما قيل في الرماح، ذكره معلقا، فقال: ويذكر عن ابن عمر عن النبي ﷺ، فذكره وليس فيه: "ومن تشبه بقوم فهو منهم". حديث (٢٩١٤) . ورجاله ثقات غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، مختلف في توثيقه. قال الحافظ في الفتح (٦/٩٦): وله شاهد مرسل بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي، عن سعيد بن جبلة، عن النبي ﷺ، وصححه الألباني. انظر صحيح الجامع (٣/٨) .

1 / 19