قاعدة في المحبة

ابن تيمية ت. 728 هجري
47

قاعدة في المحبة

محقق

محمد رشاد سالم

الناشر

مكتبة التراث الإسلامي

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

التصوف
منكرو لفظ العشق لهم من جهة اللفظ مأخذان ومن جهة المعنى مأخذان، المأخذ الأول من جهة اللفظ ... وقال هؤلاء العشق هو المحبة الكاملة التامة وأولي الناس بذلك هو الله فإنه هو الذي يجب أن يحب أكمل محبة وكذلك هو يحب عبده محبة كاملة ولو قيل أن العشق هو منتهى المحبة أو أقصاها أو نحو ذلك فهذا المعني حق من العبد فإنه يحب ربه منتهي المحبة وأقصاها والله يحب عبده مثل إبراهيم ومحمد صلي الله عليها وسلم تسليما أقصي محبة تكون لعباده ومنتهاها وهما خليلا الله كما ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: "إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" وقال: "لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله". وذهب طوائف من أهل العلم والدين إلى إنكار ذلك في حق الله ولا ريب أن هذا اللفظ ليس مأثورا عن أئمة السلف والذين أنكروه لهم من جهة اللفظ مأخذان ومن جهة المعنى مأخذان أما من جهة اللفظ فإن هذا اللفظ ليس مأثورا عن السلف وباب الأسماء والصفات يتبع فيها الألفاظ الشرعية فلا نطلق إلا ما يرد به الأثر

1 / 53