============================================================
توفي بكتمر وولده، وقدمنا ذكر وقتهم، وأشيع الخبر ونقلوا للسلطان ما قالته زوجة بكتمر لما توفي: "يا ظالم، قتلت مملوكك، إيش كان ولدي حتى أفجعتني فيه؟". فكان السلطان، كلما ذكر ذلك القول، يحرج ثم يسكن حرجه لما يريد يفعله(1). ولما وصلت إلى مصر سيرت تستأذن السلطان أن ينقل ولدها وزوجها من المكان الذي دفنوهم فيه إلى الخانقاء(2) الذي أنشأها قريب حوش السلطان الملك الظاهر() - تغمده الله برمته -. فسير السلطان لها الجواب يعرفها فيهم ويطيب خاطرها، وقصد الدخول عليها يطيب خاطرها بالكلام، 23ظ فسيرت عرفته أنها في العدة، ولا يمكن (/ ان أرى أحد. ورسم(4) لأخو بكتمر قمارى بالركوب مع جماعة واحضار آخوه وولده إلى مصر، وسير صحبتهم الدليل وجماعة من حاشيتهم في خدمته إلى أن وصلوا العقبة، (1) تؤكد المصادر التي اعتمدنا عليها أن السلطان، اثر مقتل بكتمر، قد اظهر الكثير من الندم والأسف.
(4) عرفت بخانقاء بكتمر الساقي وكانت واقعة بطرف القرافة في سفح جبل المقطم مما يلي بركة الحبش: ابن حبيب، درة 235:2ظ؛ المقريزي، الخطط 2: 423 -424؛ ابن حجر 1: 486؛ ابن اياس 1/1: 467 4690.
(3) هو السلطان الملك الظاهر وكن الدين بيبرس البندقداري، رابع سلاطين دولة المماليك البحرية، ولعله ابرزهم لأن الفضل يعود اليه في ترسيخ دعائم دولة المماليك ما بين 158 - 170/277 - 1277. توفي يسوم الخميس 28 المحرم 1/676 تموز 1277. آلفت فيه سيرتان: الأولى كتبها محي الدين ابن عبد الظاهر (الروض الراهر في سيرة الملك الظاهر) واختصرها شافع بن علي (المناقب السرية في السيرة الظاهرية) والثانية للمؤرخ عز الدين ابن شداد (تاريخ المك الظاهر) وهي من تحقيقنا.
انظر، ترجمته في: ابن شداد وابن عبد الظاهر وشافع ين علي، وابن العبري، تاريخ ختصر الدول: 503؛ ابن واصل، مقرج الكروب في أخبار بني أيوب: الورقة 440؛ الذمبي تاريخ الاسلام (وفيات 676)؛ الصفدي، الوافي 329:10 - 348 .
(4) يشير العيني (17/2911 . 77و) إلى أخذه عن اليوسفي بقوله : "وقال صاحب التزهة: رسم السلطان لقمارى أخي بكتمر بالركوب... واحتفلت زوجته احتفالا كبيرا لذلك، قال الراوي: وبلعني آنها اصرفت على يد خادمها.90.
صفحة ١٥٥