نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

ابن الجوزي ت. 597 هجري
44

نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

محقق

محمد عبد الكريم كاظم الراضي

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

سوى، وفيهَا ثَلَاث لُغَات: فتح السِّين، وَضمّهَا، وَكسرهَا. فَإِذا فتحت السِّين مددتها لَا غير، وَإِذا ضممتها قصرت لَا غير، وَإِذا كسرتها كنت بِالْخِيَارِ بَين الْمَدّ وَالْقصر. وَالْقصر أَكثر. وَمِنْهَا " غير "، وَمِنْهَا " بيد "، " وميد "، وهما اسمان، وَمن الْأَفْعَال: " لَيْسَ "، وَلَا يكون، وَعدا، وَمن الْحُرُوف: حاشا، وخلا، وهما حرفان من حُرُوف الْجَرّ، وَفِيهِمَا معنى الِاسْتِثْنَاء. وَقد تقع إِلَّا بِمَعْنى " الْوَاو "، وأنشدوا من ذَلِك: (وكل أَخ مفارقه أَخُوهُ ... لعمر أَبِيك إِلَّا الفرقدان) وَذكر أهل التَّفْسِير [أَن] إِلَّا فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الِاسْتِثْنَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: ﴿ويخلد فِيهِ مهانا إِلَّا من تَابَ وآمن﴾، وَفِي العنكبوت: ﴿فَلبث فيهم ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما﴾، وَفِي الزخرف: ﴿الأخلاء يَوْمئِذٍ بَعضهم لبَعض عَدو إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾، وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن. وَالثَّانِي: الِاسْتِئْنَاف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: ﴿وَلَا أَخَاف مَا تشركون بِهِ إِلَّا أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئا﴾، وَفِي الْأَعْرَاف: (قل لَا أملك

1 / 124