نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار
الناشر
دار العباد
مكان النشر
بيروت
تصانيف
فهو كالمحبوس عن لذاته ... وكلا كفيه في الحشر تغل
لان للنقص والاستثقال في ... لفظة القاضي لوعظ أو مثل
لا توازي لذة الحكم بما ... ذاقه الشخص إذا الشخص أنعزل
فالولايات وإن طابت لمن ... ذاقها فالسم في ذاك العسل
نصب المنصب أوهى جلدي ... وعنائي من مداراة السفل
قصر الآمال في الدنيا تفز ... فدليل العال تقصير الأمل
إن من يطلبه الموت على ... غرة منه جدير بالوجل
غب وزر غبًا تزد حبًا فمن ... أكثر الترداد أضناه الملل
خذ بنصل السيف وأترك غمده ... وأعتبر فضل الفتى دون الحلل
لا يضر الفضل إقلال كما ... لا يضر الشمس إطباق الطفل
حبك الأوطان عجز ظاهر ... فاغتراب تلق عن الأهل بدل
فبمكث الماء يبقي آسنًا ... وسرى البدر به البدر أكتمل
أيها العائب قولي عبثًا ... إن طيب الورد مؤذ للجعل
عد عن أسهم قولي واستتر ... لا يصيبنك سهم من ثعل
لا يعزنك لين من فتى ... إن للحيات لينًا يعتزل
أنا مثل الماء سهل سائغ ... ومتى أسخن آذى وقتل
أنا كالخيزور صعب كسره ... هو لدن كيف ما شئت انفتل
غير أني في زمان من يكن ... فيه ذا مال هو المولى الأجل
وأجب عند الورى إكرامه ... وقليل الماء فيهم يستقل
كل أهل العصر غمر وأنا ... منهم فاترك تفاصيل الجمل
وصلاة الله ربي كلما ... طلع الشمس نهارًا وأفل
للذي حاز العلى من هاشم ... أحمد المختار من ساد الأول
وعلى آل وصحب سادة ... ليس فيهم عاجز إلا بطل
ومن شعر الشيخ صلاح الدين الصفدي كتبها إلى الشيخ جمال الدين ابن نباتة يعاتبه وقد ضمنها من معلقة امرئ القيس فأحسن وهو قوله:
أفي كل عام منك عتب يسوؤني ... كجلمود صخر حطه السيل من عل
وترمي على طول المدى متجنبًا ... بسهميك في أعشار قلب مقتل
فأمسي بليل طال جنح ظلامه ... علي بأنواع الهموم ليبتلي
وأغدوا كأن القلب من وقدة الجوى ... إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
تطير شظاياه بقلبي كأنها ... بأرجائه القصوى أنا بيش عنصل
وسالت دموعي من همومي ولوعتي ... على النحر حتى بل دمعي محملي
إذا عاين الإخوان ما بي من الأسى ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل
ترفق ولا تجزع على فائت الوفا ... فما عند رسم دارس من معول
ولي فيك ود طال ما قد شددته ... بأمراس كتان إلى صم جندل
ولي خطرات فيك منها جوانحي ... صبحن سلافًا من رحيق مفلفل
كأن أمانيها كؤوس مدامة ... غذاها نمير الماء غير محلل
سلوت غوايات الشبيبة والصبا ... وليس فؤادي عن هواها بمنسل
واجلو محيا الود فيك لأهله ... متى ما ترق العين فيه تسهل
فكر على جيش الجناية عائدًا ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل
تجد خفرات الأنس فيه كواعبًا ... ترائبها مصقولة كالسنجنجل
وخل الجفا وأرجع إلى معهد الوفا ... وغن كنت قد أزمعت صرمي فأجمل
حلاودك الماضي وغن لم تعد أعد ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
فأجابه الشيخ ابن نباتة وأحسن بقوله:
فطمت ولائي ثم أقبلت عاتبًا ... أفاطم مهلًا بعض هذا التدلل
بروحي ألفاظ تعرض عتبها ... تعرض أثناء الوشاح المفصل
فأحيين ودًا كان كالرسم عافيًا ... بسقط اللوى بين الدخول فحو مل
تعفي رياح العذر منك رقومه ... لما نسجتها من جنوب وشمال
نعم قوضت منك المودة وانقضت ... فيا عجبًا من رحلها المتحمل
فديتك لا تسلك من الظلم والجفا ... بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل
ولا تنس مني صحبة تصدع الدجى ... بصبح وما الإصباح منها بأمثل
صحبتك لا ألوي على صاحب عطا ... يجيد معهم في العشيرة مخول
وحاولت من إداء ودك ما نأى ... أنزلت منه العصم من كل منزل
يقلب لي وجدي به سوط سائق ... وإرخاء سرحان تقريب تتفل
وكم خدمة عجلتها ومحبة ... تمتعت من لهوبها غير معجل
وكم أسطر مني ومنك كأنها ... عذارى دوار في ملاء مذيل
1 / 98