119

نور البراهين

محقق

السيد مهدي الرجائي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هجري

تصانيف

الهمم 1)، ولا يناله غوص الفطن، وتعالى الله الذي ليس له وقت معدود، ولا أجل ممدود، ولا نعت محدود 2)، وسبحان الذي ليس له أول مبتدأ، ولا غاية منتهى، ولا آخر يفنى، سبحانه، هو كما وصف نفسه 3)، والواصفون لا يبلغون نعته، حد الأشياء كلها 4) عند خلقه إياها إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها، فلم يحلل فيها فيقال: هو فيها كائن ولم ينأ عنها فيقال: هو منها بائن، ولم يخل منها فيقال له: أين 5)، لكنه سبحانه أحاط بها علمه، وأتقنها صنعه، وأحصاها حفظه، لم يعزب عنه خفيات غيوب الهوى ولا غوامض <div>____________________

<div class="explanation"> وقال ابن أبي الحديد: البركة كثرة الخير، ويحتمل تبارك الله معنيين:

أحدهما: أن يراد تبارك خيره وزادت نعمته واحسانه، وهذا دعاء.

وثانيهما: أن يراد تزائد، وتعالى في ذاته وصفاته عن أن يقاس به غيره، وهذا تمجيد (1).

1) الهمة: العزم، ويقال: فلان بعيد الهمة إذا كانت ارادته تتعلق بمعالي الأمور، والمراد بها هنا بعد (2) الأفكار والأنظار عبر عنها بالهمم لمشابهتها إياها.

2) أي: بالحدود الجسمانية أو العقلانية .

3) في كتبه وعلى ألسنة رسله.

4) أي: جعل لها حدودا ونهايات ليعلم أنه ليس على أوضاعها وأوصافها، كما قال: خلقت الخلق لأعرف.

5) يعني: ليس خلوه منها من باب خلو الحال عن المحل إذا انتقل منه إلى غيره.</div>

صفحة ١٢٣