للتسوية وفي قوله إذا انفصال إشارة إلى أن المراد بالغيرية الغيرية الاصطلاحية وهو الذي يمكن انفصاله عن الذات انفصالا لا يقتضي المغايرة فهو كالتأكيد للغيرية الإعراب صفات الله مبتدأ واسم ليس مستتر وعين خبرها مضافا إلى ذات وجملة ليس مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ واسم ليس مستتر وعين خبرها مضافا إلى ذات وجملة ليس مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ ولا عطف على ليس وغيرا خبرها وحذف اسمها لدلالة الأول عليه أي وليست غيرا فهو من عطف الجمل ويصح أن يكون عطفا على عين فيكون من عطف المفردات وسواه للتأكيد وضميره للذات وذكر الضمير تأدبا ومراعاة للمعنى وذا انفصال صفة للغير ومعنى البيت ظاهر قال الناظم رحمه الله 6 صفات الذات والأفعال طرا * قديمات مصونات الزوال صفات الذات ما دل عليه فعله تعالى لتوقف الفعل عليها وهي العلم والقدرة والإرادة والحياة وما دل عليه التنزيه له تعالى عن النقص وهي السمع والبصر والكلام والبقاء وصفات الأفعال قد اختلف فيها فمذهب أئمتنا الحنفية هي قديمة أيضا كالأولى ومذهب الأشاعرة أنها حادثة باعتبار تعلقها التنجيزي كالتكوين والإبداء والانشاء والترزيق والإماتة والإحياء وفسر بعضهم صفات الذات بأنها كل ما يلزم من نفيه نقيضه والفرق بين الذات والصفات إن الذات كل ما يمكن تصوره بالاستقلال بخلاف الصفات فإنها كل ما لا يمكن تصوره إلا تبعا وكل منهما يدل على معنى زائد على معنى الواجب لا كما تزعمه المعتزلة أنه تعالى عالم لا علم له قادر لا قدرة له إلى غير ذلك فإنه محال بمنزلة قولنا أسود لا سواد له وقد نطقت النصوص بثبوت علمه وقدرته وغيرهما ودل صدور الأفعال المتقنة على وجود الأفعال المتقنة على وجود عمله وقدرته لا على مجرد تسميته عالما وقادرا وليس النزاع في العلم والقدرة التي من جملة الكيفيات والملكات لما صرح مشايخنا من أنه تعالى حي وله حياة أزلية ليست بعرض ولا مستحيل البقاء والله تعالى عالم وله علم أزلي شامل ليس بعرض ولا مستحيل البقاء ولا ضروري وما مكتسب وكذا سائر الصفات بل النزاع في أنها كما أن للعالم منا علما هو عرض قائم به زائد عليه حادث فهي للصانع العالم علم هو صفة أزلية قديمة قائمة زائدة عليه وكذا جميع الصفات فأنكره الفلاسفة والمعتزلة وزعموا أن صفاته عين ذاته بمعنى أن ذاته تسمى باعتبار التعلق بالمعلومات عالما وبالمقدورات قادرا إلى غير ذلك فلا يلزم تكثير في الذات ولا تعدد في القدماء والواجبات والجواب أن المستحيل تعدد الذات القديمة وهو غير لازم ويلزمهم كون العلم مثلا قدرة وحيا وعالما وحيا إلى غير ذلك من المحالات وقوله طرا بضم الطاء أي جميعا وبفتحها أي قطعا من طر الثوب إذ قطعه فهو طرار والأول أنسب ههنا وقوله قديمات جمع قديمة وتقدم معنى القديم أي
صفحة ١٥