نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

بدر الدين العيني ت. 855 هجري
94

نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

محقق

أبو تميم ياسر بن إبراهيم

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

قطر

تصانيف

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الجماعة ما خلا مسلما. فقال البخاري (١): أنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن أبا هريرة قال: "قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس فقال لهم النبي ﵇: دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء -أو ذنوبا من ماء- فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين". وقال أبو داود (٢): ثنا أحمد بن عمرو بن السرح، وابن عبدة في آخرين -وهذا لفظ ابن عبدة- قال: أنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة: "أن أعرابيّا دخل المسجد ورسول الله ﷺ جالس، فصلى ركعتين ثم قال: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا. فقال النبي ﵇: لقد تحجّرت واسعا، ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد، فأسرع [إليه] (٣) الناس، فنهاهم النبي ﵇ وقال: إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين؛ صُبّوا عليه سجلا من ماء- أو قال: ذنوبا من ماء". وقال الترمذي (٤): نا ابن أبي عمر وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالا: نا سفيان بن عُيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: "دخل أعرابيّ المسجد والنبي ﵇ جالس فصلي فلما فرغ قال: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا. فالتفت إليه النبي ﵇ فقال: لقد تحجرت واسعا. فلم يلبث أن بال في المسجد، فأسرع إليه الناسُ، فقال النبي ﵇: أهريقوا عليه سجلا من ماء -أو دلوا من ماء- ثم قال: إنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين". وقال النسائي (٥): أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم، عن عمر بن عبد الواحد، عن

(١) "صحيح البخاري" (١/ ٨٩ رقم ٢١٧). (٢) "سنن أبي داود" (١/ ١٠٣ رقم ٣٨٠). (٣) في "الأصل، ك": "عليه"، والمثبت من "سنن أبي داود". (٤) "جامع الترمذي" (١/ ٢٧٥ رقم ١٤٧). (٥) "المجتبى" (١/ ٤٨ رقم ٥٦)، و(١/ ١٧٥ رقم ٣٣٠).

1 / 94