نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

بدر الدين العيني ت. 855 هجري
77

نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

محقق

أبو تميم ياسر بن إبراهيم

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

قطر

تصانيف

قوله: "فانخنست" أبي تأخرت، ومنه خنس الشيطان وهو بالخاء المعجمة والنون، وكذا معنى "فاختنست" فالأول من باب الانفعال والثاني من باب الافتعال، وفي رواية للبخاري (١) ﵀: "فانسللت" من السَّلِّ وهو الجذب. قوله: "فانبجست" يعني اندفعت ومنه قوله تعالى: ﴿فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ (٢) أي جَرْتَ واندفعت. وروي "فانتجست" أي اعتقدت نفسي نجسا، وروي "فانتجشت" -بالشين المعجمة- من النجش وهو الإسراع، روي "فانبخست" -بالنون والباء الموحدة والخاء المعجمة والسين المهملة- واستبعده بعضهم، وقال بعضهم: البخس النقص فكأنه ظهر له نقصانه عن مُمَاشاةِ رسول الله ﵇ لما اعتقد في نفسه من النجاسة. قوله: "أهوى إليه"أي أهوى إليه يده، أي أمالها إليه، يقال: أهوى يده إليه وأهوى بيده إليه، ويترك المفعول كثيرا. قوله: "فحاد عنه" من حاد عن الشيء أو عدل عنه يحيد حيدا وحيدودة. ويستفاد منه فوائد: - كون الجنُب طاهرا وكذا سؤره وعرقه ولعابه ودمعه، وكون المسلم طاهرا حيّا وميتا، وعن الشافعي قولان في الميت أصحهما الطهارة. - وذكر البخاري في "صحيحه" (٣): عن ابن عباس تعليقا "المسلم لا ينجس حيّا ولا ميتا". - ووصله الحكم في "المستدرك" (٤) فقال: أخبرني إبراهيم بن عصمة، قال: ثنا أبو مسلم المسيب بن زهير البغدادي، أنبأ أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، قالا: ثنا

(١) "صحيح البخاري" (١/ ١٠٩ رقم ٢٨١). (٢) سورة الأعراف، آية: [١٦٠]. (٣) "صحيح البخاري" (١/ ٤٢٢) في ترجمة الباب. (٤) "المستدرك" (١/ ٥٤٢ رقم ١٤٢٢).

1 / 77