نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد
الناشر
مطبعة المعارف
مكان النشر
مصر
وَلَمْ يَكُنْ فِي إِرْث الشِّعْر، وَهُوَ نَابِغَة عَصْرِهِ، وَقَدْ نَبَغَ مِنْ فُلان شِعْرٌ شَاعِرٌ، وَهُوَ مِنْ رُوَّام الشِّعْر، وَمِمَّنْ يَنْظِمُ الشِّعْر، وَيَنْسِجُهُ، ويَحُوكُهُ، وَيَحْبُكُهُ، وَيُلْحِمُهُ، وَيَصُوغُهُ، وَيُقْرِضُهُ، وَيَبْنِيه، وَيُنْشِئُهُ، وَيُحَبِّرُهُ، وَيُدَبِّجُهُ، وَيُوَشِّيه.
وَقَدْ نَظَمَ فِي كَذَا، وَعَمِل فِيهِ شِعْرًا، وَقَالَ فِيهِ شِعْرًا، وَقَدْ جَاشَ الشِّعْر فِي خَاطِرِهِ، وَجَاشَ فِي صَدْرِهِ، وَفِي فُؤَادِهِ، وَاسْتَنْشَأْتُهُ قَصِيدَة فِي كَذَا فَأَنْشَأَهَا لِي.
وَيُقَالُ: فُلان يَهْضِبُ بِالشِّعْرِ أَيْ يَسِحُّ سَحًا، وَهُوَ شَاعِرٌ مُكْثِرٌ وَهُوَ خِلافُ الْمُقِلِّ.
وَقَدْ سَنَحَ لَهُ شِعْر كَذَا أَي عَرَض أَوْ تَيَسّر، وَإِنَّهُ لَيَرْتَجِل الشِّعْر، وَيَقْتَضِبُهُ، وَيَقْتَرِحُهُ، وَيَبْتَدِهُهُ، وَيَقُولُهُ عَلَى الْبَدِيهَةِ، وَعَلَى الْبَدِيه، لا يُسْهِر عَلَيْهِ جَفْنًا، وَلا يَكُدّ فِيهِ طَبْعًا، وَقَدْ قَالَ هَذِهِ الأَبْيَات عَلَى رِيقٍ لَمْ يَبْلَعْهُ، وَنَفَس لَمْ يَقْطَعْهُ، وَهِيَ مِنْ عَفْو السَّاعَة، وَمِنْ فَيْضِ الْخَاطِر، وَفَيْضِ الْقَرِيحَة، وَفَيْضِ الْقَلَم، وَفَيْضِ الْيَدِ، وَمُجَارَاة الْخَاطِر، وَإِنَّهُ لَسَرِيع الْخَاطِرِ، غَمْر الْبَدِيهَة،
2 / 39