نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد
الناشر
مطبعة المعارف
مكان النشر
مصر
بِلَيْل الرِّيق، حُرّ الْمَنْطِق، حُرّ الْكَلامِ، جَزْل الْخِطَابِ، بَيِّن اللَّهْجَةِ، حَسَن السَّبْك، أَنِيق اللَّفْظِ، سَلِيم الْمَلَكَةِ، سَلِيم الذَّوْقِ، لَطِيف الذَّوْقِ، مَحْض الطَّبْع، بَصِير بِاخْتِيَارِ الأَلْفَاظِ، عَلِيم بِمَوَاقِعِ الْكَلِمِ، يَتَخَيَّرُ مِنْ الأَلْفَاظِ أَحْسَنهَا مَسْمُوعًا، وَأَقْرَبهَا مَفْهُومًا، وَأَلْيَقهَا بِمَنْزِلِهَا، وَأَشْكلهَا بِمَا يُجَاوِرُهَا.
وإَِنَّهُ لا يُعْلَمُ مِمَّنْ سَلَفَ وَخَلَفَ أَفْصَح مِنْهُ نُطْقًا، وَلا أَبْيَن عِبَارَة، وَلا أَبَلّ رِيقًا، وَلا أَحْسَن بِلَّة لِسَان، قَدْ أُنْزِلَتْ الْفَصَاحَة عَلَى لِسَانِهِ، وَأَعْطَتْهُ الْفَصَاحَة قِيَادهَا، وَهُوَ خَطِيبُ مِنْبَر الْفَصَاحَة، وَهَزَار رَوْضَتهَا الصَّادِح، وَهُوَ أَفْصَحُ مَنْ نَطَق بِالضَّاد، وَأَفْصَحُ مِنْ سَجَّان وَائِل.
وَتَقُولُ فِي خِلاف: ذَلِكَ هُوَ رَجُلٌ ثَقِيلُ اللِّسَانِ، كَلِيل اللِّسَان، كَهام اللِّسَان، بَطِيء اللِّسَانِ، بَطِيء الْمَنْطِقِ، مُتَلَكِّئ الْمَنْطِق، وإَِنَّهُ لَرَجُل أَعْجَم وَهُوَ الَّذِي لا يُبِينُ كَلامَهُ وَهُوَ خِلافُ الْفَصِيحِ، وَرَجُل أَغْتَم، وغُتْمِيّ، وَهُوَ الَّذِي لا يُفْصِحُ شَيْئًا،
2 / 17