244

نجعة الرائد وشرعة الوارد

الناشر

مطبعة المعارف

مكان النشر

مصر

تصانيف

الأدب
بَعْدَ زَوْجِهَا وَلَمْ تَتَزَوَّجْ، وَهِيَ أُمٌّ حَانِيَةٌ، وَأُمّ مُشْبِل، وَأُمّ عَطُوف. وَقَدْ تَحَرَّكَتْ حَوْبَتهَا عَلَى وَلَدِهَا وَهِيَ رِقَّةُ الأُمِّ خَاصَّة، وَأَنَّهَا لَتَتَحَوَّبُ عَلَيْهِ أَيْ تَتَوَجَّعُ رِقَّة، وَقَدْ أَلْقَتْ عَلَيْهِ رَخَمَهَا بِالتَّحْرِيكِ، وَرَخَمَتْهَا، أَيْ عَطْفِهَا وَرِقَّتِهَا. وَيُقَالُ ظَأَرَتْ الْمُرْضِع إِذَا عَطَفَتْ عَلَى غَيْرِ وَلَدِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، وَظَأَرتهَا أَنَا أَيْضًا يتعدى وَلا يتعدى، وَهِيَ ظِئْرٌ بِالْكَسْرِ، وَهُنَّ أَظَآر، وظُؤَار بِالضَّمِّ وَهُوَ مِنْ الْجُمُوعِ النَّادِرَةِ، وَقَدْ اظَّأَرَ فُلان لِوَلَدِهِ بِتَشْدِيدِ الظَّاءِ أَيْ اتَّخَذَ لَهُ ظِئْرًا وَيُقَالُ فِي خِلافِ ذَلِكَ: هُوَ قَاسِي الْقَلْبِ، غَلِيظ الْكَبِد، جَافِي الطَّبْعِ، خَشِن الْجَانِبِ، فَظّ الأَخْلاقِ، وَفِيهِ قَسْوَة، وَقَسَاوَة، وَغِلْظَة، وَجَفَاء، وَخُشُونَة، وَفَظَاظَة. وَقَدْ قَسَا قَلْبُهُ عَلَى فُلان، وَحَجَبَهُ عَنْ رَحْمَتِهِ، وَطَوَى عَنْهُ ضُلُوعه، وَأَعْرَضَ عَنْهُ بِبَنَات أَلْبُبِهِ، وَقَبَضَ عَنْهُ جَنَاح رَحْمَتِهِ، وَثَنَى عَنْهُ عِطْفَ رَحْمَته، وَقَدْ وَلَّى اِسْتِعْطَافه أُذُنًا صَمَّاءَ، وَجَعَلَ فِي أُذُنِهِ وَقْرًا عَنْ اِسْتِرْحَامِهِ وَأَرْسَلَ عَلَى تَضَرُّعِهِ حِجَاب سَمْعِهِ، وَوَلَّى اِسْتِعْطَافه صَفْحَة إِعْرَاضه. وَقَدْ اِسْتَرْحَمَ مِنْهُ غَيْرَ رَاحِم، وَاشْتَكَى إِلَى غَيْرِ مُشْكٍ، وَاشْتَكَى إِلَى غَيْرِ مُصَمِّت، وَإِنَّمَا هُوَ كَالْمُسْتَجِيرِ

1 / 234