245

النبوات

محقق

عبد العزيز بن صالح الطويان

الناشر

أضواء السلف،الرياض

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

الجهمية التزموا لأجلها نفي الأسماء والصفات
فالجهمية التزموا لأجلها نفي أسماء الله وصفاته، إذ كانت الصفات أعراضًا تقوم بالموصوف، ولا يُعقل موصوف بصفة إلا الجسم١، فإذا اعتقدوا حدوثه، اعتقدوا حدوث كلّ موصوف بصفة، والربّ تعالى قديم. فالتزموا نفي صفاته. وأسماؤه مستلزمة لصفاته؛ فنفوا أسماءه الحسنى٢، وصفاته العُلا٣.
المعتزلة التزموا نفي الصفات
والمعتزلة استعظموا نفي الأسماء لما فيه من٤ تكذيب القرآن تكذيبًا ظاهر الخروج عن العقل والتناقض؛ فإنّه لا بُدّ من التمييز بين الربّ وغيره بالقلب واللسان، فما لا يُميَّز من غيره لا حقيقة له ولا إثبات. وهو حقيقة قول الجهميّة؛ فإنّهم لم يُثبتوا في نفس الأمر شيئًا قديمًا البتة٥.

١ في «خ»: لجسم. وما أثبت من «م»، و«ط» .
٢ حكى عنهم شيخ الإسلام في موضع آخر أنهم يقولون عن الله تعالى: "ليس له اسم؛ كالشيء، والحيّ، والعليم، ونحو ذلك؛ لأنه إذا كان له اسم من هذه الأسماء، لزم أن يكون متصفًا بمعنى الاسم؛ كالحياة، والعلم؛ فإنّ صِدق المشتقّ مستلزم لصدق المشتقّ منه، وذلك يقتضي قيام الصفات به، وذلك محال ... ". مجموع فتاوى ابن تيمية ٦/٣٥.
٣ وقد بسط شيخ الإسلام ﵀ الكلام عن تعطيل الجهميّة لأسماء الله وصفاته مستندين لدليل الأعراض وحدوث الأجسام في مواضع كثيرة من كتبه الفريدة. انظر: على سبيل المثال: شرح حديث النزول ص ١٥٧. ودرء تعارض العقل والنقل ١/٣٩، ٣٠٥،، ١٠/٢٦٠. ومنهاج السنة النبوية ٢/٩٧-٩٩) .
٤ في «خ»: مع. وما أثبت من «م»، و«ط» .
٥ وأسماء الله تعالى يُثبتونها على أنّها مجاز في الربّ جلّ وعزّ؛ إذ إثباتها على الحقيقة يستلزم إثبات ما دلّت عليه من صفات. وهذا ما يفرّ المعتزلة من إثباته.. لأنّهم يزعمون أنّ إثبات الصفات لله تعالى يقتضي أن يكون جسمًا.
انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ١/٤١. ومنهاج السنة النبوية ٣/٣٦١. وشرح الطحاوية ١/٢٤-٢٥.

1 / 262