قال السيد العلامة أحمد بن محمد الشرفي نفع الله به: وكان السيد عامر رحمه الله علما للإسلام نافعا، ونظما لمكارم الأخلاق جامعا، حسن الشمائل، كثير الفضائل والفواضل، أقبل في سن شبيبته على الإكباب على العلوم والدؤب في طاعة الحي القيوم، وجمع من العلوم جملة وافرة من أصول، وفقه، وعربية، وأقرأ في جيمع تلك الفنون، وكان رحمه الله سلس القياد للإخوان، كثير التواضع للخلان، مع همة علية، ونفس أبية، ولما دعا الإمام القاسم عليه السلام وهو ابن أخيه، أجاب دعوته، وبادر إلى نصرته، وذكر كثيرا من أخباره، ثم قال: وارتفع شأنه، وساس الأمور أحسن سياسة، وأشعل على الأعداء نار حرب عميت للفحها أبصارهم، وحارت لحرها أفكارهم، وجيش الجيوش وقاد العساكر، وبذل الأموال وصار شبحا في قلوب الأعداء، وظلا ظليلا على الإوداء مع حدة كانت تلحقه إذا غضب ثم يرجع أحسن رجوع، ويعتذر رحمه الله وأعاد من بركاته آمين، واستشهد في شهر رجب عام ثمان وألف[يناير1600م]، وقبره مزور مشهور في خمر من بلاد بني صريم.
صفحة ٢٩٦