ومن بعض كتبه عليه السلام جوابا على الشيخ شجاع الدين أبي زيد بن سراج السنحاني بخط يده عليه السلام: وما ذكرتم من تناقص المواساة فاعلم يا طويل العمر أنا مقاتلون للدولة الظالمة من العجم مع تحزب جميع فسقة العرب معهم، وصرنا نعاني الأمور ونقاسيها، ونشتري من يقاتلهم معنا من العسكر سرا بالبذل الواسع وهم لا يرضون بذلك، وبالأقوات الواسعة حتى أجحفنا بيت المال، وأجحفنا ببعض القبايل الموالين لنا، وطلبنا منهم الطعام مع إعدامهم[ق/17] وحاجتهم إليه، وتبرأوا منا ونسبونا إلى الجور، وإنما الذي [وقع] تتوهمه بسبب هذا وإلا فمحلكم عندنا غير مجهول، وقد طلبنا من بعض الواجدين في هذه السنين معونة فتغلبوا وتمنعوا مع حاجة المجاهدين، وضرورتنا إلى ذلك فامتنعوا، فتوجهت إلى الله تعالى وبسطت يدي إليه مبتهلا، وقلت: اللهم امحق عليهم ما تحت أيديهم أكثر مما منعونا من المعونة، فاستجاب الله الدعاء، وإن بعض تجار وادعة دعوت الله عليهم، وكانوا يسافرون إلى المخاء فبلاهم الله بالفقر حتى صار بعضهم يتطلب على الأبواب، ونحن والله قسما ما نترك ما يتوجه علينا لكم، وما يمنعنا إلا إيثار مدافعة العدو، الله يكفينا شر كل عدو...إلى آخره.
صفحة ٢٤٩