الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال
الناشر
مكتبة العلوم والحكم
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
قال الصدوق في تفسيره: «يقول ما ظهر لله أمر كما ظهر له في إسماعيل ابني إذ اخترمه في حياتي» . (١)
وكما دلت هذه الروايات في كتبهم على نسبة الجهل لله تعالى، فقد دلت على ذلك أقوال علمائهم المتقدمين والمعاصرين.
يقول الطوسي (٢) الملقب عندهم (بشيخ الطائفة) معللًا ما جاء في كتبهم من الروايات التي وقتت خروج المهدي عندهم، ثم افتضاح كذبهم بعدم خروجه في الزمن الذي حددوه: «فالوجه في هذه الأخبار أن تقول إن صحت: أنه لايمتنع أن يكون الله تعالى قد وقّت هذا الأمر
قال عنه الحلي: «شيخ الإمامية -قدس الله روحه- رئيس الطائفة جليل ... القدر، ... عظيم المنزلة، ثقة عين صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه ...» رجال ... الحلي ص١٤٨.
في الأوقات التي ذكرت، فلما تجدد ما تجدد، تغيرت المصلحة واقتضت تأخيره إلى وقت آخر وكذلك فيما بعد» . (٣)
ويقول الطوسي أيضًا مصرحًا بما هو أظهر من هذا في نسبته الجهل لله، تعالى الله عن ذلك: «وذكر سيدنا المرتضى -قدس الله روحه- وجهًا آخر في ذلك (البداء) وهو أن قال: يمكن حمل ذلك على حقيقته بأن يقال: بدا بمعنى أنه ظهر له من الأمر ما لم يكن ظاهرًا له، وبدا له من النهي مالم يكن ظاهرًا له، لأنه قبل وجود الأمر والنهي لا يكونان ظاهرين مدركين، وإنما يعلم أنه يأمر أوينهي في المستقبل، وأما كونه آمرًا وناهيًا فلا يصح أن يعلمه إلا إذا وجد الأمر والنهي وجرى ذلك مجرى الوجهين المذكورين في قوله تعالى: ﴿ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم﴾ (٤) بأن تحمله على أن المراد: حتى نعلم جهادكم موجودًا، وإنما يعلم ذلك بعد حصوله، فكذلك القول في البداء، وهذا وجه حسن جدًا» . (٥)
(١) المصدر السابق. (٢) هو: محمد بن الحسن الطوسي، المتوفى ٤٦٠هـ. (٣) الغيبة ص٢٦٣. (٤) محمد: ٣١. (٥) نقلًا عن مجمع البحرين للطريحي ١/٤٧.
1 / 42