أعلام رسول الله المنزلة على رسله

ابن قتيبة ت. 276 هجري
69

أعلام رسول الله المنزلة على رسله

محقق

محمد بن دليم بن سعد القحطاني

الناشر

دار الصميعي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤١ هـ -٢٠٢٠ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

كافر، وسمي كافرًا؛ لأنه إذا ألقى البذر في الأرض كفره، أي: غطاه، وكل شيء غطيته؛ فقد كفرته، ومنه قيل: الليل كافر؛ لأنه يستر بظلمته كل شيء، قال الشاعر: ................................. … فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا أي: غطاها هذا مثل قوله، في موضع آخر: ﴿يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ﴾ [الفتح: ٢٩]. حرف في سورة مريم: وقالوا في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: ٩٦]، هل يجوز أن يقال: فلان يجعل لك حبًا أو كفل للود إذا أحبك؛ ولم يرد ما ذهبوا إليه؛ وإنما أراد أنه: يجعل لهم في قلوب العباد ودًا ومحبة، وأنت ترى المخلص المجتهد محببًا إلى البر والفاجر، مهيبًا مذكورًا بالجميل، ونحوه قوله في موسى: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾ [طه: ٣٩]، لم يرد في هذا الموضع أني أحببتك، وإن كان يحبه؛ وإنما أراد أنه حبّبه إلى القلوب حتى استحياه فرعون، في السنة التي كان يقتل فيها الولدان ونحوه. ونحوه قول عبيد بن عمير للإيمان: «هَيُوب»، يريد: أنه مهيب، فجاء بفعول

1 / 221