هذا الذي أبدع فيه وخالف الشعراء في أنسه بالليل والكواكب وبكائه عليها وتوجعه لفقدها وجميع الشعراء مهيعهم شكوى الليل وطوله والتوجع لرعى النجوم ووصف الليل والنجوم كما أنفرد ابن طباطبا بالإجادة فيه كأبي نواس في الخمر وابن المعتز في التشبيه والصنوبري في صفات الربيع والبحتري في طيف الخيال وأبي تمام في البديع والرثاء وابن حازم في القناعة وأبي العتاهية في الزهد وابن الرومي في الهجو ومحمود الوراق في الحكم والمتنبي في المدح والأمثال والحمدوي في طيلسان ابن حرب والمعري في الدرع وعمر بن أبي ربيعة في النسب وكشاجم في الأوصاف النادرة ومحمد بن هالي في وصف الحرب وأدواتها والسري الموصلي في وصف شعره وأبي العباس الخازن في الاعتذار والاستعطاف وطياب في الخمار وابن الحجاج في المجون وأبي حكيمة راشد بن عبد القدوس في رثاء ذكره ومن المتقدمين أمرؤ القيس في وصف الخيل والنابغة في الاعتذار والأعشى في الخمر وزهير في المدح والشماخ في وصف الإعسار وذو الرمة في وصف الفلوات والهواجر وهذيل في القسي والنبل والفرزدق في الفخر فهؤلاء الشعراء وقف لغيره وذكر هاهنا طبقات الشعراء فقال: الشعراء خمس طبقات الجاهلية ورأسها أمرؤ القيس والمخضرمون ورأسهم حسان والإسلامية ورأسها جرير والمحدثون ورأسهم أحمد بن العباس الرومي وهذه الأسماء واقعة على من جاء بعد هذه الطبقة إلى يوم القيامة وشعراء الأندلس طبقة واحدة ورأسها أحمد بن عبد ربه والعرب تقول الليل أخفى ومنه قول الشاعر:
1 / 28