نهاية الأرب في فنون الأدب

شهاب الدين النويري ت. 733 هجري
104

نهاية الأرب في فنون الأدب

الناشر

دار الكتب والوثائق القومية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

القاهرة

ومنفعة النار تختص بالإنسان دون سائر الحيوان. فلا يحتاج إليها شىء سواه، وليس به عنها غنى فى حال من الأحوال. ولهذا عظمتها المجوس، [١] وقالوا: إذ أفردتنا بنفعها، فنفردها بتعظيمها. على أنهم يعظمون جميع ما فيه منفعة على العباد، فلا يدفنون موتاهم فى الأرض، ولا يستنجون فى الأنهار. ٢- ذكر أسماء النار (وأحوالها فى معالجتها وترتيبها) أما أسماؤها، فمنها: النار، والصّلاء، والسّكن، والضّرمة، والحرق، والحمدة (وهو صوت التهابها)، والحدمة، والجحيم، والسّعير، والوحى. وأما تفصيل أحوالها ومعالجتها وترتيبها، فقد قال الثعالبىّ فى فقه اللغة: إذا لم يخرج الزّند النار عند القدح، قيل: كبايكبو. فإذا صوّت ولم يخرج، قيل: صلد يصلد. فإذا أخرج النار، قيل: ورى يرى. فإذا ألقى الإنسان عليها ما يحفظها ويذكيها، تقول: شيعتها وأثقبتها. فإذا عالجها لتلتهب، قال: حضأتها وأرّثتها [٢] . فإذا جعل لها مذهبا تحت القدر، قال: سخوتها.

[١] guebres.mages. عند الفرنسيين. والمجوس لفظ مشتق من «موغ» و«مغ» ومعناه النور فى اللغة الطورانية. [٢] فى فقه الثعالبى: وأرشيها بالشين وعبارة القاموس فى مادة (ارش) وتأريش النار تأريثها.

1 / 104