321

النهاية في غريب الأثر

محقق

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

الناشر

المكتبة العلمية - بيروت

مكان النشر

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّكَ امْرُؤ فِيكَ جَاهِلِيَّة» قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ الْحَالُ الَّتي كَانَتْ عَلَيْهَا الْعَرَبُ قَبْلَ الْإِسْلَامِ؛ مِنَ الجَهْل بِاللَّهِ ورَسُوله وَشَرَائِعِ الدِّين، والمفاخَرة بِالْأَنْسَابِ والكِبْرِ والتَّجَبُّر وَغَيْرِ ذَلِكَ.
(جَهْمٌ)
- فِي حَدِيثِ طَهْفة «ونَسْتَحِيل الجَهَام» الجَهَام: السَّحَابُ الَّذِي فَرَغَ مَاؤُهُ. ومَن روَى نَسْتَخِيل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ: أَرَادَ لاَ نَتَخَيَّل فِي السَّحاب خَالًا إلاَّ الْمَطَرَ وَإِنْ كَانَ جَهَامًا؛ لِشِدّة حاجَتِنا إِلَيْهِ. وَمَنْ رَوَاهُ بِالْحَاءِ: أَرَادَ لَا نَنْظُرُ مِنَ السَّحَابِ فِي حَالٍ إِلَّا إِلَى جَهَام، مِنْ قِلَّة الْمَطَرِ.
(س) ومنه قول كعب بن أسَد لحىّ بْنِ أخْطَب «جِئتَني بِجَهَام» أَيِ الَّذِي تَعْرِضُه عليَّ مِنَ الدِّينِ لَا خَيْر فِيهِ، كالجَهَام الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «إِلَى مَن تَكِلُني. إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنى؟» أَيْ يَلْقاني بالغِلْظة وَالْوَجْهِ الْكَرِيهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فتَجَهَّمَنِى الْقَوْمُ» .
(جَهَنَّمُ)
(س) قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذَكر «جَهَنَّم»، وَهِيَ لَفْظَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ، وَهُوَ اسْم لِنَار الْآخِرَةِ. وَقِيلَ هِيَ عَرَبِيَّةٌ. وسُمّيت بِهَا لبُعْد قَعْرها. وَمِنْهُ رَكِيَّةٌ جِهِنَّام- بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالْهَاءِ وَالتَّشْدِيدِ-: أَيْ بَعِيدَةُ الْقَعْرِ. وَقِيلَ تَعْرِيبٌ كهِنّام بالعِبراني.
بَابُ الْجِيمِ مَعَ الْيَاءِ
(جَيَّبَ)
(س) فِي صِفَةِ نَهْرِ الْجَنَّةِ «حَافَتَاهُ الْيَاقُوتُ المُجَيَّب» الَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ «اللُّؤْلُؤُ المُجَوّف» وَهُوَ مَعْرُوفٌ. وَالَّذِي جَاءَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ «المُجَيَّب، أَوِ المُجَوّف» بالشَّك. والذي جاء في مَعالم السُّنن «١» «المُجَيَّب أَوِ المُجوّب» بِالْبَاءِ فِيهِمَا عَلَى الشَّكِّ. قَالَ: مَعْنَاهُ الأجْوف. وَأَصْلُهُ مِنْ جُبْتُ الشَّيْءَ إِذَا قَطعْتَه. وَالشَّيْءُ مَجِيب أَوْ مَجُوب، كَمَا قَالُوا مَشِيبٌ ومَشُوب.
وانْقِلاب الْوَاوِ عَنِ الْيَاءِ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ. فَأَمَّا مُجَيِّب- مُشَدَّدًا- فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: جَيَّبَ يُجَيِّب فَهُوَ مُجَيِّب: أَيْ مُقَوّر، وَكَذَلِكَ بِالْوَاوِ.
(جِيحَ)
- فِيهِ ذِكْرُ «سَيْحان وجَيْحَان» وهما نهران بالعواصم عند المَصِيصَة وطَرَسُوس.

(١) لأبي سليمان الخطابى.

1 / 323