النهاية في غريب الأثر
محقق
طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي
الناشر
المكتبة العلمية - بيروت
مكان النشر
١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ «إِنَّ لِلَّهِ مَأْدُبَةً مِنْ لحُوم الرُّوم بِمُرُوجِ عَكَّا» أَرَادَ أَنَّهُمْ يُقتَلُون بِهَا فتنْتَابُهُم السِّبَاعُ وَالطَّيْرُ تَأْكُلُ مِنْ لُحُومِهِمْ. وَالْمَشْهُورُ فِي المَأْدُبَة ضَمُّ الدَّالِ، وَأَجَازَ فِيهَا بَعْضُهُمُ الْفَتْحَ.
وَقِيلَ هِيَ بِالْفَتْحِ مَفْعلة مِنَ الأدْب.
(أَدَدَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ قَالَ «رأيتُ النَّبِيَّ ﵇ فِي المَنام فقلتُ: مَا لَقِيتُ بَعْدَك مِنَ الإِدَدِ والأوَدِ» الإِدَدُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ الدَّواهي العظَام، واحدتُها إدّةٌ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ.
والأوَدُ العِوَجُ.
(أدَرَ)
(س) فِيهِ «أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ وَبِهِ أُدْرَةٌ فَقَالَ ائْتِ بِعُسٍّ، فَحَسا مِنْهُ ثُمَّ مَجَّه فِيهِ وَقَالَ انْتَضِحْ بِهِ فَذَهَبَتْ عَنْهُ» الأُدْرَة بالضَّمِّ: نَفْخّةٌ فِي الْخُصْيَةِ، يُقَالُ رَجُلٌ آدَرُ بَيّنُ الأَدَرِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالدَّالِ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمّيها الناسُ القيلةَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ مُوسَى آدَرُ، مِنْ أجْلِ أنَّه كَانَ لَا يَغْتَسلُ إلاَّ وحْدَهُ» وَفِيهِ نَزَل قَوْلُهُ تَعَالَى «لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا» .
(أدَفَ)
- فِي حَدِيثِ الدِّيَاتِ «فِي الأُدَافِ الدِّيَةُ» يَعْنِي الذَّكَرُ إِذَا قُطِع، وَهَمْزَتُهُ بدَلٌ مِنَ الواوِ، مِنْ وَدَفَ الإنَاء إِذَا قَطَرَ، ووَدَفَت الشَّحْمَة إذَا قَطَرَتْ دُهْنًا. وَيُرْوَى بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَهُوَ هُوَ.
(أدَمَ)
(س) فِيهِ «نعْمَ الإِدَام الْخَلُّ» الإِدَام بِالْكَسْرِ، والأُدْمُ بالضَّمِّ: مَا يُؤكَلُ مَعَ الخُبْزِ أَيَّ شَيْءٍ كَانَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَيّدُ إِدَام أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّحْمُ» جُعِلَ اللَّحْمُ أدْمًا، وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ لَا يجَعْلُهُ أدْمًا وَيَقُولُ: لَوْ حَلَفَ أَنْ لاَ يَأْتَدِمَ ثُمَّ أكَل لَحْمًا لَمْ يَحْنث.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ «أَنَا رأيتُ الشَّاةَ وَإِنَّهَا لَتَأْدَمُهَا وتَأْدَمُ صِرْمَتَها» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أنَسٍ «وعَصَرَتْ عَلَيْهِ أمُّ سٌلَيم عُكَّة لَهَا فَأَدَمَتْهُ» أَيْ خَلَطَتْه وَجَعَلَتْ فِيهِ إِدَامًا يُؤْكَلُ. يُقَالُ فِيهِ بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ. وَرُوِيَ بِتَشْدِيدِ الدَّالِ عَلَى التَّكْثِيرِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنه مرّ يقوم فَقَالَ إِنَّكُمْ تَأْتَدِمُونَ عَلَى أَصْحَابِكُمْ فأصْلِحوا رحَالَكم حَتَّى تَكُونُوا شامَةً فِي النَّاسِ» أَيْ إِنَّ لَكُمْ مِنَ الغِنَى مَا يُصْلحُكم كالإدَام الَّذِي يصُلْح الخبْزَ، فَإِذَا أصْلحْتم رحالَكم «١» كُنْتُمْ فِي النَّاسِ كالشَّامَةِ فِي الْجَسَدِ تَظْهرُون لِلنَّاظِرِينَ، هَكَذَا جاء في بعض
_________
(١) في اواللسان: فأصلحوا حالكم.
1 / 31