289

النهاية في غريب الأثر

محقق

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

الناشر

المكتبة العلمية - بيروت

مكان النشر

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ «اخْتاروا فَإِمَّا حَرْبٌ مُجْلِيَة وَإِمَّا سِلْم مُخْزِية» أَيْ إِمَّا حرْب تُخْرِجُكم عَنْ دِيَارِكُمْ، أَوْ سِلْمٌ تُخْزِيكم وتُذِلُّكم. يُقَالُ جَلَا عَنِ الْوَطَنِ يَجْلُو جَلَاءً، وأَجْلَى يُجْلِي إِجْلَاءً: إِذَا خَرَجَ مُفَارِقًا. وجَلَوْتُهُ أَنَا وأَجْلَيْتُهُ. وكلاهما لازم ومتعدّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَوْضِ «يرِد عليَّ رَهط مِنْ أَصْحَابِي فَيُجْلَوْنَ عَنِ الْحَوْضِ» هَكَذَا رَوَى فِي بَعْضِ الطُّرق: أَيْ يُنْفَوْن ويُطْرَدُون. وَالرِّوَايَةُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْهَمْزِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ «أَنَّهُ كَرِه أَنْ يَجْلِيَ امْرَأَتَهُ شَيْئًا ثُمَّ لَا يَفِي بِهِ» . يُقال جَلَا الرَّجل امْرَأَتَهُ وَصِيفًا: أَيْ أعْطاها إِيَّاهُ.
وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ «فقُمت حَتَّى تَجَلَّانِي الغَشْيُ» أَيْ غطَّاني وغَشّاني. وأصْلُه تَجَلَّلَنِي، فأبْدلَت إِحْدَى اللَّامَاتِ ألِفًا، مِثْلَ تَظَنّي وتَمَطّي فِي تَظَنَّنَ وتمطَّطَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى تَجَلَّانِي الغَشْي: ذَهب بِقُوَّتِي وصَبري، مِنَ الجَلَاء، أَوْ ظَهَر بِي وبَانَ عَلَيَّ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الحجَّاج.
أنَا ابْنُ جَلَا وطَلَّاع الثَّنَايا «١»
أَيْ أَنَا الظّاهِر الَّذِي لَا أخْفي، فكلُّ أحدِ يَعْرِفُني. وَيُقَالُ لِلسَّيِّدِ ابنُ جَلَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَلَا فِعل مَاضٍ، كَأَنَّهُ قَالَ: أَبِي الَّذِي جَلَا الأمورَ، أَيْ أوْضَحَها وكَشَفَها.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ﵄ «إِنَّ رَبِّي ﷿ قَدْ رَفع لِيَ الدُّنيا وَأَنَا أنْظُر إِلَيْهَا جِلِّيَانًا مِنَ اللَّهِ» أَيْ إظْهارًا وكَشْفا. وَهُوَ بكسْر الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ.
بَابُ الْجِيمِ مَعَ الْمِيمِ
(جَمَحَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ جَمَحَ فِي أثَره» أَيْ أسْرع إسْراعًا لَا يَرُدّه شَيْءٌ. وَكُلُّ شَيْءٍ مَضَى لِوَجْهه عَلَى أَمْرٍ فَقَدْ جَمَحَ.

(١) تمامه:
متَى أضَعِ العِمامةَ تعرفوني
وهو لسُحَيْم بن وَثيل الرياحي كما في الصحاح واللسان.

1 / 291