نيل المرام من تفسير آيات الأحكام

صديق بن حسن القنوجي ت. 1307 هجري
17

نيل المرام من تفسير آيات الأحكام

محقق

محمد حسن إسماعيل - أحمد فريد المزيدي

طاعة لمخلوق في معصية الله» «١» . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه قال في تفسير الآية: ليس للظالم عهد، وإن عاهدته فانقضه «٢» . قال ابن كثير: وروى عن مجاهد وعطاء ومقاتل بن حيان نحوه «٣» . [الآية السادسة] وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (١٢٥) . وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى قرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على أنه فعل ماض، وقرأ الباقون على صيغة الأمر. والمقام في اللغة: موضع القيام. واختلف في تعيين المقام على أقوال أصحها أنه الحجر الذي يعرفه الناس ويصلون عنده ركعتي الطواف. وقيل المقام: الحج كله. وروي ذلك عن عطاء ومجاهد. وقيل: عرفة والمزدلفة، وروي عن عطاء أيضا. وقال الشعبي: الحرم كله مقام إبراهيم. وروي عن مجاهد. وأخرج البخاري وغيره من حديث أنس عن عمر بن الخطاب: «وافقت ربي في ثلاث ووافقني ربي في ثلاث. قلنا: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى. وقلت: يا رسول الله: إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهنّ أن يحتجبن؟ فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله ﵌

(١) [صحيح] أخرجه أحمد في المسند [٥/ ٦٦] والطيالسي في المسند ح [٨٥٦] والحاكم في المستدرك [٣/ ٤٤٣] . انظر شرح السنة للبغوي [١٠/ ٤٤] وصحيح ابن حبان [١٠/ ٤٣٠ و٤٣١] . (٢) أخرجه ابن جرير في التفسير [١/ ٥٧٩] ح [١٩٥٧] . (٣) تفسير ابن كثير [١/ ١٥٩] .

1 / 20