بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنفرد بصفات الكمال، المنعوت بنعوت الجلال والجمال، المتحبّب إلى خلقه بالإِنعام والإِفضال، والعطاء والنوال، المحسن على ممر الأيام والليال. أحمده حمدًا لا تغيّر له ولا زوال، وأشكره شكرًا لا تحوّل له ولا انفصال.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا مِثْلَ له ولا مثال، شهادةً أدّخرها ليومٍ لا بيعٌ فيه ولا خلال.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى أصح الأقوال وأسدّ الأفعال، اُلمحْكِمِ للأحكام، والمميِّز بين الحرام والحلال. ﷺ وعلى آله وأصحابه، خير صحب وآل، صلاةً دائمة بالغدوّ والآصال.
(أما بعدُ)، فإن الاشتغال بالعلم من أفضل القربات، وأجلّ الطاعات، وآكد العبادات، خصوصًا علم الحلال والحرام، الذي به قوام الأنام، وُيتَوصَّل به إلى العلم بالأولى والأخرى، وتحصل به السعادة في الأولى والعقبى.
ولما رأيت الكتاب الموسوم بـ "دليل الطالب لنيل المطالب" تأليف الشيخ الإِمام، والحبر البحر الهُمام، مرعي بن يوسف المقدسي الحنبلي
1 / 33