نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
87

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

الناشر

جامعة أم القرى

مكان النشر

كلية الدعوة وأصول الدين

قوله: (أو ابتدائي لزيادة إضمار فيه) أي لأنه يحوج إلى تقدير كائن، أو ثابت، أو نحوه. والبصريون قالوا: إن إضمار ابتدائي أولى، على أنه من باب حذف المبتدإ، والمتعلِّق به الجار، وهو كائن أو نحوه، ورجحوه بأن فيه بقاء أحد ركني الإسناد، وبأن الأسماء أصل، وغيرها فرع، والأصل أحق بالتقدير، وبأن المحذوف يكون مفردا، بخلاف تقدير الفعل فإنه يكون المحذوف جملة، وقلة الحذف أولى، وبأن الاسم المقدر إما مضاف، وإما معرّف بلام التعريف فيفيد العموم، بخلاف تقدير الفعل. وما يقع في عبارات المعربين من أن البصريين يقولون: التقدير: ابتدائي بسم الله تعقب ظاهره؛ فإنه يوهم أن ابتدائي متعلق الجار، وليس كذلك، إذ يلزم أن يحتاج بعده إلى خبر، وهو ثابت أو موجود، وانما البصريون يقولون: إن الجار في مثل هذا متعلق بكائن، أو مستقر، والمبتدأ محذوف، وهو ابتدائي، على ما تقدمت الإشارة إليه. قوله: (وتقديم المعمول هاهنا أو قع) قال البلقيني: وأما كون الفعل متأخرا فهو خلاف ما عليه الأكثرون من تقديره متقدما. وقد استأنس بعضهم لتقديره فعلا ماضيا مؤخرا بقوله ﷺ: " باسمك ربي وضعت جنبي " وأما كون المتعلُّق به مقدما على الرحمن الرحيم فقضية البداية بالاسم وإفادة الاختصاص التي ادعاها أن يكون المقدر مؤخرا عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بكمالها، لئلا يقع الفصل بين الموصوف والصفة بما لم يتعين تقديره في هذا الموضع. قال: ولم أر من تعرض لها. وقال ابن المنير: لو قدرنا العامل متقدما لفات الغرض من كون التسمية مبدأ (١). وقال الشريف: هذا لا يختص بتسمية القارئ، بل يتناول تسمية المسافر

(١) الإنصاف ١/ ٢٧.

1 / 88