نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
محقق
عبد الرحمن عميرة
الناشر
دار الجيل
مكان النشر
بيروت
﵁ النَّاس بِكَثْرَة صَوْم وَلَا صَلَاة إِنَّمَا فَضلهمْ بِشَيْء كَانَ فِي قلبه
عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد قَالَ قَالَ عبد الله أَنْتُم الْيَوْم أَكثر صياما وجهادا وَصَلَاة من أَصْحَاب رَسُول الله ﷺ وهم كَانُوا خيرا مِنْكُم قَالُوا فمم ذَاك يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن قَالَ كَانُوا أزهد فِي الدُّنْيَا وأرغب فِي الْآخِرَة
وَقَالَ طَلْحَة بن عبيد الله ﵁ مَا كَانَ عمر ﵁ أولنا إسلاما وَلَا أقدمنا هِجْرَة وَلَكِن أزهدنا فِي الدُّنْيَا وأرغبنا فِي الْآخِرَة
وَأما قَوْله ﷺ فِي حَدِيث عِيسَى ﵇ فَإِن أَصَابَهُم مَا يحبونَ حمدوا وشكروا فَالْحَمْد هُوَ التَّكَلُّم بِكَلِمَة الْحَمد وَأما الشُّكْر فَهُوَ رُؤْيَة النِّعْمَة من الله تَعَالَى وَمن رأى النعم من الله تَعَالَى ذللته أثقال النعم وإنقاد لله تَعَالَى فَإِن الْآدَمِيّ مطبوع هَكَذَا ان من أحسن إِلَيْهِ فقد سبى قلبه وَصَارَ لَهُ كالآخذ بِالْيَدِ يذهب بِهِ حَيْثُ يَشَاء وَالنَّفس يهيمها الْبر واللطف والرفق وَالْإِحْسَان فَإِذا رأى العَبْد من الله تَعَالَى إحسانه وبره تذلل لَهُ واستحيى مِنْهُ أَن يُخَالف أمره
وَرُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود ﵁ أَنه قَالَ جبلت الْقُلُوب على حب من أكرمها وبغض من أهانها
وَعَن عبد الله بن عَبَّاس ﵄ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ أَحبُّوا الله لما يغزوكم بِهِ من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بَيْتِي بحبي
1 / 149