نثر الدر
محقق
خالد عبد الغني محفوط
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م
مكان النشر
بيروت /لبنان
وَقَالَ ﵇: " إِن الله تَعَالَى يحب الأتقياء الْأَبْرَار الأخفياء الَّذين إِذا حَضَرُوا لم يعرفوا، وَإِذا غَابُوا لم يفتقدوا، قُلُوبهم مصابيح الْهدى ينجون من كل غبراء مظْلمَة ". وَقَالَ ﵇: " ظهر الْمُؤمن مشجبه، وخزانته بَطْنه، وَرجله مطيته، ودخيرته ربه ". وَقَالَ: " أَسد الْأَعْمَال ثلاثةٌ: ذكر الله جلّ وَعز على كل حَال، ومواساة الْأَخ فِي المَال، وإنصاف النَّاس من نَفسك ". وَقَالَ: " إِن أسْرع الْخَيْر ثَوابًا الْبر، وَإِن أسْرع الشَّرّ عُقُوبَة الْبَغي، وَكفى بِالْمُؤمنِ عَيْبا أَن ينظر من النَّاس إِلَى مَا يعمى عَنهُ من نَفسه، ويعير من النَّاس مَا لَا يَسْتَطِيع تَركه، ويؤذي جليسه بِمَا لَا يعنيه ". وَقَالَ لَهُ الْعَبَّاس: يَا رَسُول الله، فيمَ الْحمال؟ قَالَ: " فِي اللِّسَان ". وَقَالَ: " إِذا فعلت أمتِي خمس عشرَة خصْلَة حل بهَا الْبلَاء. إِذا أكل الْفَيْء أمراؤهم، وَاتَّخذُوا المَال دولًا، وَالْأَمَانَة مغنمًا، وَالزَّكَاة مغرمًا، وأطاع الرجل زَوجته وعق أمه؛ وبر صديقه وجفا أَبَاهُ، وَارْتَفَعت الْأَصْوَات فِي الْمَسَاجِد، وَأكْرم الرجل مَخَافَة شَره، وَكَانَ زعيم الْقَوْم أرذلهم، وَإِذا لبس الْحَرِير، وشربت الْخمر، واتخذت القيان وَالْمَعَازِف، وَلعن آخر هَذِه الْأمة أَولهَا، فليترقبوا بذلك ثَلَاث خِصَال: ريحًا حَمْرَاء ومسخًا وخسفا ".
1 / 114