النصيحة الولدية/ وصية أبي الوليد الباجي لولديه

أبو الوليد الباجي ت. 474 هجري
10

النصيحة الولدية/ وصية أبي الوليد الباجي لولديه

محقق

إبراهيم باجس عبد المجيد

الناشر

دار الوطن

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ

مكان النشر

الرياض

وَالشَّافِعِيّ وَلَيْسَ لأَحَدهمَا إِمَامَة فِي الحَدِيث وَلَا دَرَجَة متوسطة النَّهْي عَن قِرَاءَة كتب الْمنطق والفلسفة وإياكما وَقِرَاءَة شَيْء من الْمنطق وَكَلَام الفلاسفة فَإِن ذَلِك مَبْنِيّ على الْكفْر والإلحاد والبعد عَن الشَّرِيعَة والإبعاد قِرَاءَة كتب الْمنطق تكون بعد التَّمَكُّن فِي الدّين وأحذركما من قرَاءَتهَا مَا لم تقرآ من كَلَام الْعلمَاء مَا تقويان بِهِ على فهم فَسَاده وَضعف شبهه وَقلة تَحْقِيقه مَخَافَة أَن يسْبق إِلَى قلب أَحَدكُمَا مَا لَا يكون عِنْده من الْعلم مَا يقوى بِهِ على رده وَلذَلِك أنكر جمَاعَة الْعلمَاء الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين قِرَاءَة كَلَامهم لمن لم يكن من أهل الْمنزلَة والمعرفة بِهِ خوفًا عَلَيْهِم مِمَّا خوفتكما مِنْهُ وَلَو كنت أعلم أنكما تبلغان منزلَة الميز والمعرفة وَالْقُوَّة على النّظر والمقدرة لحضضتكما على قِرَاءَته وأمرتكما بمطالعته لتحققا ضعفه وَضعف المعتقد لَهُ وركاكة المغتر بِهِ وَأَنه من أقبح المخاريق والتمويهات ووجوه الْحِيَل والخزعبلات الَّتِي يغتر بهَا من لَا يعرفهَا ويستعظمها من لَا يميزها

1 / 18