الغيور: وفي الحديث ما روي عن المغيرة، قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله وآله وسلم، فقال: "أتعجبون من غيرة سعد! والله لأنا أغير منه، والله أغير مني". وخلاف هذا ما حكى الشيخ أثير الدين أبو حيان الغرناطي في تفسيره عند قوله تعالى: (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك أنك كنت من الخاطئين) [يوسف:٢٩]: "نقل عن العزيز صاحب مصر أنه كان قليل الغيرة". وقول الطائي:
أغار على القميص إذا علاه ... مخافة أن يلامسه القميص
وقول المتنبي:
أغار من الزجاجة وهي تجري ... على شفة الأمير أبي الحسين
قالوا: إن هذه الغيرة إنما تكون بين المحب والمحبوب، كما قال كشاجم:
أغار إذا دنت من فيه كأس ... على در يقبله زجاج
فأما الأمراء والملوك فلا معنى للغيرة على شفاههم. وقول الأرجاني:
إذا هب النسيم بطيب نشر ... طربت وقلت أهلا يا سول
سوى أني أغار لأن فيه ... شذاك وأنه مثلي عليل
وقول الصفي الحلي:
يغار عليك قلبي من عياني ... وأخفي ما أكابد من هواكا
1 / 80