أحسن الله النِّيَّة بعد
وَقَالَ رجل لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة ﵀ نشدتك بِاللَّه أطلبت هَذَا الْعلم يَوْم طلبته لله فَقَالَ سُفْيَان اللَّهُمَّ لَا إِنَّمَا طلبناه تأدبا وتطرفا فَأبى الله إِلَّا أَن يكون لَهُ
ويروى طلبنا الْعلم لغير الله فَأبى الْعلم إِلَّا أَن يكون لله
وَقَالَ أَبُو ذَر ﵁ لِأَن يبْعَث الرجل عَالما خير لَهُ من أَن يبْعَث جَاهِلا وَنَحْوه
عَن أبي الدَّرْدَاء وَأبي هُرَيْرَة ﵄ وَقد اشْتهر عَن المقرىء الْمَعْرُوف بِابْن شنبوذ أَنه غير حروفا من الْقُرْآن تخَالف الْمُصحف الْكَرِيم وَالْإِجْمَاع فقرأها وأقرأها فَأنْكر عَلَيْهِ أهل زَمَانه فَأحْضرهُ الْوَزير ابْن مقلة وحبسه وشدد عَلَيْهِ وَأمر بضربه حَتَّى رَجَعَ الْمُقْرِئ عَمَّا فعله وَأشْهد على تَوْبَته وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَقد كَانَ دَعَا وَهُوَ يضْرب على ابْن مقلة بِقطع يَده وتشتت شَمله فَاسْتَجَاب الله دعاءه عَلَيْهِ
فعزل ابْن مقلة سنة أَربع وَعشْرين وَجرى عَلَيْهِ من الضَّرْب والإهانة أَمر عَظِيم وتشتت شَمله وَقطعت يَده وَلسَانه مَعَ أَن ابْن مقلة قصد رده إِلَى الْحق الْمُبين وَأنكر عَلَيْهِ مَا يجب إِنْكَاره على كل متدين والمقرئ الْمَذْكُور قد أَتَى بمنكر مَشْهُور حِين خَالف الْجُمْهُور لَكِن خطأه فِي قَضِيَّة لَا تسْقط حَظه من
1 / 57