وَأما قَول أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنِّي بخيل بِذَات يَدي فَإِنِّي مَا أَحْمد فِي حق وَلَا أَذمّ فِي بَاطِل وَإِنَّمَا هُوَ رزق أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا أملك غَيره فَإِن تفضل أَمِير الْمُؤمنِينَ بِزِيَادَة سمحت وَبسطت يَدي وَلَكِن يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن رَأَيْت أَن تنظر فِي أَمر بني مَخْزُوم فَإِنَّهُم ذكرُوا أَن عينا وَنَخْلًا لَهُم فِي يدك وَقد أَكْثرُوا فِي ذَلِك وَذكروا أَنَّهَا لَهُم وَأَن مَعَهم بذلك بَيِّنَة عادلة تشهد لَهُم
فَقَالَ الْمَنْصُور يَا ابْن عمرَان تِلْكَ الْعين وَالنَّخْل كَانَت للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اثْبتْ على حجتك وتقيم وَكيلا وَتشهد لَهُ شَاهِدين مِمَّن حضر مجلسك فيتكلم بحجتك وَمَا قضي لَهُ أَو عَلَيْهِ كَانَ لَك أَو عَلَيْك
قَالَ أَبُو جَعْفَر قد أَقمت وَكيلا وأشهدت لَهُ فلَانا وَفُلَانًا فَقَالَ ابْن عمرَان للشاهدين اشهدا على أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَا وَجب لَهُ أَو عَلَيْهِ فلأمير الْمُؤمنِينَ أَو عَلَيْهِ قَالَا نعم قَالَ ابْن عمرَان فَإِنِّي أشهدكما وَمن حضر أَنِّي قد حكمت بِالْعينِ وَالنَّخْل الَّتِي فِي يَده لبني مَخْزُوم بِمَا صَحَّ عِنْدِي لَهُم
قَالَ فَرَأَيْت أَبَا جَعْفَر وَقد نزل بِهِ من الغيظ مَا
1 / 21